ودعت الساحة الفنية الأردنية المخرج العالمي والكاتب محيي الدين قندور، الذي توفي الثلاثاء، 28 نوفمبر/تشرين الثاني، في العاصمة البريطانية لندن، عن عمر ناهز 83 عامًا.
ورغم أن المخرج قندور درس التجارة في الجامعة الأردنية، لكنه سرعان ما اتجه إلى الفن، حيث ذهب لدراسة الإخراج السينمائي في بريطانيا.
وبدأ قندور مسيرته الفنية في أواخر الستينيات، وأخرج العديد من الأفلام السينمائية والوثائقية، التي حظيت بنجاح كبير عربيا وعالميا.
وأصدر قندور 20 مؤلّفاً وثائقيا، ومجموعة روايات منها "عملية اختطاف الطائرة" في نيويورك، و"الصدع" في لوس أنجلوس وقد بيع منهما حوالي 600 ألف نسخة مما شجّعه على ترك عالم التجارة والاستقرار في هوليوود.
وعمل مساعدا مع مخرجين أميركيين مشهورين وأصبح عضوا في اتحاد الكتاب الأميركيين وفي اتحاد العاملين في صناعة الأفلام في أميركا، واستطاع أخذ بعض الأدوار في إخراج المسلسلات الشعبية أمثال (بونانزا) (مانيكس) (F.B.I) وغيرها.
وأخرج فيلم "أشباح إدجار آلان بو" لشركة والت ديزني عام 1972، ونال عليه إحدى الجوائز العالمية.
وأخرج قندور عدة أفلام أخرى في هوليوود منها فيلم "تشيريكي" ويحكي قصة صبي هندي أحمر، وفيلم "هاجمان الصغير" عن المشكلة القبرصية، وفيلم "باجو" عن حياة الغجر وغيرها، وكان هو الكاتب والمخرج والمنتج لهذه الأفلام وحده.
وتصاعدت شهرة قندور مع فيلم "الشراكسة" عام 2010 والذي يعتبر أهم الأفلام العربية التي تناولت قصة شعب الشركس، ويتناول الفيلم حضور المهاجرين الشركس الأوائل إلى الأردن وعلاقتهم مع السكان من خلال قصة حب بين شاب وفتاة، والقصة تحيي صورة من التاريخ وتعبر عن لقاء ثقافتين وكيف تم التواصل الاجتماعي والاقتصادي.
ونعى عدد من الفنانين والشخصيات العامة وفاة المخرج محيي الدين قندور، وقدمت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار تعزية على صفحتها الرسمية بتويتر وقالت: "إن رحيل محيي الدين قندور خسارة كبيرة للثقافة والفن العربي، فقد كان قامة فنية كبيرة، أثرى المكتبة العربية بأعماله السينمائية والوثائقية المميزة".
ويعد محيي الدين قندور من أهم المخرجين العرب، حيث تميز بأعماله الواقعية التي تتناول القضايا الاجتماعية والإنسانية المهمة.
وأصدر الراحل عدة روايات تاريخية شركسية باللغة الإنجليزية وهي (ثلاثية القفقاس) في ثلاثة أجزاء كبيرة هي "سيوف الشيشان" و"كازبك القبرطاي" و"المؤامرة الثلاثية".
له إبداعات موسيقية حيث ألف قطعاً موسيقية شركسية كما أعاد توزيع ألحان شركسية فولكلورية معروفة.
وجسّد في أعماله هموم وقضايا شعبه، وقد ساهم في إبراز الثقافة الأردنية والفلسطينية على المستوى العالمي.