استعاد الممثل المصري حسين فهمي بدايات تعلقه بالسينما والتي تعود إلى طفولته، منذ أن كان في الثامنة من عمره، في جلسة "مشوار فنان" مشاركاً نقلاته وخبراته خلال مسيرته الفنية مع صناع الأفلام الشباب، في مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب، والتي بدأت بعد توقيع بروتوكول تعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي.
توجه شغفه في البداية نحو الإخراج السينمائي ليدرس في مصر أولاً، وينتقل بعدها إلى أميركا لمتابعة الدراسة، ويستقر هناك لسنوات حيث عمل في صناعة الإعلانات والأفلام القصيرة، قبل أن يعيده أستاذه يوسف شاهين إلى مصر ليشارك معه في فيلم طويل كمخرج في فيلم "الاختيار".
إلا أن هذا الاتفاق لم يتم حينها، حيث عرض عليه التمثيل في فيلم "نار الشوق" ليقبل بتشجيع من شاهين ومن محمود مرسي، ويحقق العرض نجاحاً باهراً، تتالت بعده قائمة طويلة من الأفلام التي بقيت في ذاكرة محبي الفنان في العالم العربي، مع إصرار المنتجين والموزعين على شده نحو التمثيل وبالتالي إبعاده عن الإخراج.
"البكاوات" إيميل حسين فهمي
عن قصة وسبب تسمية إيميله الشخصي باسم مسرحيته الشهيرة "البكاوات" وخصوصيتها بالنسبة له، قال: هذه المسرحية مبنية على مقولة "أننا لم نتحرك من القرن الثامن عشر" وهذه الفكرة كانت مخيفة، فالعمل يبدأ بحديث وتساؤلات عن العصر الحالي، ليحصل زلزال خلال هذا النقاش، فنجد أبطال العمل أنفسهم وقد عادوا إلى القرن الثامن عشر - أيام حكم المماليك في مصر، لتحاول الشخصيات المطلعة على تطورات الأحداث ومجريات التاريخ تنبيه الناس إلى الأحداث التي تنتظرهم كالحملة الفرنسية، والطيران، وسط استغراب من حولهم، لتتسارع الأحداث ويجدوا أنفسهم بالتدريج وقد انتقلوا إلى العصر الحديث بينما تبقى الخلفية والعقلية على حالها، وهنا كانت قوة المسرحية.
وأضاف أن عرض المسرحية استمر لعامين، غير أنها تنقلت بين العديد من الدول العربية، وحازت العديد من الجوائز، كما أنه نال عنها العديد من الجوائز كأفضل ممثل.
السينما حلم فتمسكوا بالأحلام
من القلب استرسل فهمي في حديثه مع صناع السينما الشباب، مرسلًا العديد من النصائح لهم، وأبرزها التشديد على أهمية أن يكونوا أنفسهم، وأن لا يسمحوا لشيء بأن يؤطر أفكارهم وخيالهم وطموحهم، وقال: كل شخص يجب أن يتمسك بذاته، وبأفكاره وأحلامه، فكل منا بداخله طفل، وهذا الطفل يتعرض للضغط بتأثير المجتمع والتقاليد، فيفقد فرصته بعيش ما يريد، فالسينما حلم، ويجب أن تكون لدينا هذه القدرة على الاستمرار بالأحلام، ونترك خيالنا ينطلق.
وأشار إلى أن أروع الأعمال، هي تلك التي تجعل المشاهد يفكر بعد مشاهدتها أو حضورها، تلك التي تطرح الأسئلة وتثير الأفكار، حتى وإن كان العمل كوميدياً، وتطرق للحديث عن حرصه الشديد على الاهتمام بأدق التفاصيل التي تتعلق بعمله، والشخصية التي يؤديها، متتبعاً بالبحث كل المعلومات التي يجب أن يجمعها ليبني الشخصية، ليلتفت للحديث بعدها عن ضرورة أن يكون الفنان مثقفاً، كونه معرض دائماً لأن يُسأل في مختلف مجالات الحياة، وأن يبدي رأيه حول كل ما يحصل.
عن صعوبة أن تبدأ نجماً، أشار إلى أن الأمر بمنتهى الصعوبة، فليس من السهل أن تحافظ على استمرارية النجاح إلا بالانتقائية، وهذا بالبحث عن المحتوى الذي يقدمه العمل الفني، وانتظار الدور المميز، ما يعني أن هناك الكثير من كلمة "لا" أمام العروض غير المناسبة.
وحول آخر أعماله الفنية، أشار فهمي إلى أنه انتهى من تصوير فيلم "الاسكندراني" مع المخرج خالد يوسف، وقبله كان صور فيلم "الملحد" وقال: تعرض علي الكثير من الأعمال وأختار منها، وأنه بصدد دراسة نص مسرحية جديدة، لم يوافق عليها بعد.
بروتوكول تعاون بين المهرجانين
حضور المهرجان في هذه الظروف الصعبة، كان لسببين، أولهما توقيع بروتوكول تعاون مع مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب، ويعتبر أول تعاون مع مهرجان عربي، كما أكد الفنان المصري حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، أما السبب الآخر فهو تكريمه بوصفه شخصية العام للمهرجان.
وعلقت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب على هذا التعاون، قائلة: يسعدنا ويشرفنا هذا التعاون مع مهرجان عريق مثل مهرجان القاهرة السينمائي، ونعرف أننا ما زلنا صغارا فمهرجاننا لا يزال في دورته العاشرة، ونتطلع لأن نتعلم من خبراتكم.
بدوره رد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، قائلاً: سعيد لوجودي هنا في إمارة الشارقة، بلد الشيخ سلطان القاسمي الذي عاش معنا وأحببناه وأحبنا، وسعيد بهذا الاتفاق الذي أرى أنه سيكون له مميزات عديدة، فمهرجان القاهرة العريق بسنواته الطويلة سيقدم الفائدة للشباب ويمدهم بالخبرة، كما سوف نستفيد من أفكارهم الجديدة، ونحن كمهرجان عجوز يسعدنا أن نقدم خبراتنا لمهرجان الشارقة، وهناك بند اتفقنا عليه، وهو أن يكون هناك تبادل للفعاليات بحيث ينتدب شباب من مهرجان الشارقة للمشاركة معنا ليطلعوا على آلية تنظيم عمل اللجان المتخصصة.
وأشار إلى أنه تم عقد العديد من الاتفاقات الدولية السابقة، إلا أنها المرة الأولى التي يوقَّع فيها اتفاق مع بلد عربي شقيق.