"لا يوجد خيار مناسب، فلكل طفل ظروفه ووضعه الخاص، وعليك كأم أن تثقي بغريزتك لتختاري المسار الذي يناسب طفلك ويتماشى مع وضعيته".
تستفسر كثير من الأمهات الجدد عن السن المناسبة لدخول الطفل الروضة أو الطريقة التي يعرفن بها أن أطفالهن صاروا مستعدين للذهاب إلى الحضانة في هذه السن المبكرة من عمرهم.
والحقيقة أن هذا الأمر يشغل بال كثيرات خاصة مع بلوغ أطفالهن سن العامين أو الثلاثة أعوام، إذ تتفاوت طريقة التفكير وآلية اتخاذ القرار فيما يخص إلحاق الطفل بالحضانة في هذه السن، أو الانتظار بعض الوقت حتى يكبر ويصير أكثر جهوزية لذلك.
والفكرة هي أن هناك كثيرا من العوامل المرتبطة بنمو الطفل وطبيعة تلك الخطوة من الناحية العملية، ومن ثم لا يمكن الجزم بوجود دليل واضح يمكن تعميمه فيما يتعلق بهذا الأمر.
وما يجب عليك أن تتذكريه هو أنه لا يوجد خيار مناسب، فلكل طفل ظروفه ووضعه الخاص، وعليك كأم أن تثقي بغريزتك لتختاري المسار الذي يناسب طفلك ويتماشى مع وضعيته.
ونستعرض فيما يأتي أهم العوامل التي تساعدك على اتخاذ القرار بكل سهولة وأريحية:
- اكتشاف قدرة الطفل الأساسية على الاعتناء بذاته
واحد من أهم الأشياء التي يتعين عليك كأم القيام بها هو تقييم قدرة طفلك على الاعتناء بذاته من دون وجود إشراف مباشر ومستمر عليه من جانب مشرفي الحضانة. والمقصود هنا قدرته على الذهاب للحمام بمفرده، ارتداء ملابسه، انتعال حذائه (وليس ربط الرباط)، تناول وجبة مقدمة له واتباع التوجيهات المباشرة بنجاح تام. إذ ستمر عليه أوقات في الحضانة لن يجد من يساعده وحينها يجب أن يعتمد على نفسه.
- تحديد مدى استعداد الطفل من الناحية العاطفية
"لو شعرت كأم بحاجتك للمشورة، فلا بأس من الرجوع لطبيب أطفال متخصص كي تستشيريه وتأخذي برأيه، وتصارحيه بكل مخاوفك وهواجسك، ليوجهك للطريق الصحيح".
من العوامل الأخرى التي يجب عليك أخذها بعين الاعتبار قبيل اتخاذ قرار إرسال الطفل للحضانة أم لا هو اكتشاف مدى جهوزية طفلك من الناحيتين العاطفية والاجتماعية، بمعنى هل هو قادر على التفاعل بنجاح مع الأطفال في سنه؟ هل بمقدوره على الإنصات واتباع التوجيهات التي تملى عليه؟ هل يمكنه الجلوس والانخراط في نشاط لوقت قليل؟ فإذا كانت مؤشراته هنا إيجابية، فلا بأس من أخذ القرار بإرساله للحضانة.
- اكتشاف مهارات الطفل الأكاديمية
حين يتعلق الأمر بمهارات مثل القراءة والكتابة، فإنها تتفاوت بشكل كبير من طفل لآخر في تلك السن، ومن ثم فمن المهم أن تقيّمي مهارات طفلك، ولو وجدت أن لديه استجابة وقدرة على الاستيعاب والفهم باجتياز بعض الاختبارات البسيطة التي منها العد حتى الرقم 10، التعرف على أسماء بعض الألوان، معرفة الحروف الأبجدية، فبالتالي يمكنك أن تطمئني وتدركي أنه جاهز لخطوة الالتحاق بالحضانة دون أي مشاكل.
- التعرف على احتياجات الطفل الخاصة
الفكرة في تلك الجزئية أيضا هي أن احتياجات الطفل تختلف من واحد لآخر، فليس معنى أن طفلك كبيرا نوعا ما أنه سيبلي بلاء حسنا في الاستيعاب على المدى البعيد، ولهذا يجب أن تفطني أولا لاحتياجات طفلك في تلك المرحلة، لربما يكون بحاجة لمزيد من الوقت كي ينمو وتنمو معه مداركه وقدراته، وبالتالي يتحضر بشكل أفضل لمرحلة الحضانة.
- الرجوع لطبيب أطفال متخصص واستشارته
لو شعرت كأم بحاجتك للمشورة، فلا بأس من الرجوع لطبيب أطفال متخصص كي تستشيريه وتأخذي برأيه، وتصارحيه بكل مخاوفك وهواجسك، ليوجهك للطريق الصحيح.