اللؤلؤ هدية من البحر.. من أكثر الأحجار الكريمة المرغوبة في العالم، سواء أكانت طبيعية أم مزروعة، نجد اللؤلؤ في درج كل سيدة تحب المجوهرات الأحجار الكريمة والبحر. كما تقدم دور المجوهرات والساعات كل عام تصاميم مزينة بحبوب اللؤلؤ، من الخواتم إلى الأقراط والعقود والساعات لتتألق بها السيدات حول العالم.
وكجميع الأحجار الكريمة، يحظى اللؤلؤ بتاريخ عريق. فوفقاً للتاريخ والأساطير، ترمز اللآلئ إلى الحكمة المكتسبة من الخبرة، كما يعتقد أنها توفر الحماية وتجذب الحظ السعيد والثروة.
اللؤلؤ متاح بألوان عديدة نذكر منها الأكثر شهرة، الأبيض والكريمي، وتطول اللائحة لتصل إلى جميع الألوان.
تاريخ اللؤلؤ
يعتبر اللؤلؤ من أقدم الأحجار الكريمة التي عرفها الإنسان، فهو لا يحتاج إلى المعالجة كي نتعرف عليه ونرى جماله، بل يكفي أن نجده وننظر إليه لنكتشف سحره.
ولذلك لا نعلم كيف تم اكتشافه، ولكن يقال إنه اكتشف للمرة الأولى من قبل أشخاص كانوا يبحثون عن الطعام على شاطئ البحر.
تصف المخطوطات وأوراق البردي التابعة للحضارات القديمة أساطير عجيبة عن اللآلئ. أما في التاريخ الغربي فكان الشغف باللؤلؤ يولد من جديد كلما ازدهرت الحضارة والثقافة.
وكان القدماء، كرجال الدولة الرومان وملوك وملكات عصر النهضة وغيرهم، مفتونين بجمال اللؤلؤ الطبيعي. وكانت هذه الأحجار الكروية ثمينة للغاية، لدرجة أن ارتداءها كان يقتصر على الطبقة الحاكمة.
فنحن نعلم أنه قد تم اعتماد اللؤلؤ، للتزين كشكل من أشكال المجوهرات منذ آلاف السنين، بفضل قطعة من مجوهرات اللؤلؤ التي عثر عليها في تابوت أميرة فارسية يعود تاريخها إلى عام 420 قبل الميلاد، وهي معروضة في متحف اللوفر في باريس.
قامت الصين بالخطوات الأولى نحو زراعة اللؤلؤ منذ مئات السنين، كما نجح اليابانيون في إنتاج اللآلئ الكاملة المزروعة في بداية القرن العشرين. إذ أصبح هذا اللؤلؤ يشكل أهمية تجارية.
ومع مرور الوقت أصبح اللؤلؤ متاحاً للجميع وليس حكراً فقط على الملوك، ليصبح من أكثر الأحجار الكريمة شهرة في العالم.
سر اللؤلؤ
تعتبر عملية تكوين اللؤلؤ غامضة، وقد يبدو الأمر أشبه بهدية من الطبيعة. كيف تتحول هذه الأجزاء الصغيرة إلى كرات لامعة ورائعة. وكالعديد من الأحجار الكريمة، تستغرق ولادة اللؤلؤ وقتاً طويلاً. ولكن عندما تكتمل هذه العملية، نحصل على هذا الحجر الرائع.
فالمحار الذي يصنعها، هو نوع من الرخويات وله صدفتان، مسؤولتان عن حماية الأعضاء الحيوية التي تبقي الرخويات على قيد الحياة.
يصنع المحار اللآلئ في المياه المالحة، عندما تشق أي مادة مثل حبة الرمل طريقها بين قشرة الرخويات ووشاحها. تبدأ بإفراز مادة كربونات الكالسيوم لحماية نفسها. وبعدها تغطي هذه المادة الجسم الغريب الذي دخل بطبقات عدة وهكذا يتكون اللؤلؤ.
والفرق بين اللؤلؤ الطبيعي والزراعي، هو أن المزارع يقوم ببث مادة غريبة بين القشرة والوشاح كي ينتج المحار اللؤلؤ. كما يصنع بلح البحر الذي يعيش في الأنهار العذبة اللؤلؤ.
وقد صنع الإنسان اللؤلؤ الصناعي، باستخدام مواد مختلفة منها البلاستيك والزجاج والأصداف، واستخدمها بتصميم المجوهرات لتصبح متاحة بكثرة وبأسعار معقولة.
العناية باللؤلؤ
يعدّ حجر اللؤلؤ ناعماً وسهل الخدش والتآكل، ولكن مع القليل من العناية، يمكن أن يبقى مثل الكنز الثمين. استخدمي الماء الدافئ والصابون لتنظيف اللؤلؤ، وللعناية الروتينية امسحيه بقطعة من القماش الناعمة بعد كل مرة ترتدينه فيها. لا تعرّضي أحجار اللؤلؤ للمواد الكيميائية والأحماض فهي يمكن أن تتسبب بتلفها أيضاً. عادة ما تكون صلابة اللؤلؤ جيدة، ولكن مع مرور الوقت والجفاف والتبييض المفرط أثناء المعالجة الأولية يمكن لبعض اللآلئ أن تصبح أكثر هشاشة.