لا شك أن الحياة الزوجية تتأثر نتيجة الضغوطات اليومية التي يمر بها كلا الزوجين، سواء في المنزل أو في مكان العمل، وهو شيء طبيعي ولا يمكن انكاره، لكن لحسن الحظ أن هناك بعض الحلول التي يمكن أن تفيد بهذا الخصوص.
وعلق على ذلك عالم النفس وخبير العلاقات، دكتور جون غوتمان، بقوله إن الأزواج الذين يستمتعون بالتقارب والرضا الزوجي يبنون ما يُعرف بـ "خريطة الحب" لتعزيز التواصل.
والمقصود بـ "خريطة الحب" هو الشكل التخطيطي لكل شيء يعرفه الزوجان عن بعضهما البعض من هوايات وأحلام وإحباطات وغير ذلك من تفاصيل شخصية، وهو ما يكون له مفعول السحر بالنسبة لكلا الطرفين، إذ يشعر كل منهما بالتقدير تجاه الآخر، وأنهما على تواصل وأن هناك من يعتني بهما.
ما هي خرائط الحب؟
خرائط الحب هي كل المعلومات الواقعية والعاطفية التي يعرفها الشخص عن شريك حياته.
وأوضح الخبراء أن هذا يعني أن عليكِ رسم خريطة لعالم زوجك الداخلي والخارجي بطريقة إبداعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لكل منكما سماته ومشاعره وهواجسه المختلفة.
وتابع الخبراء بتأكيدهم أن النتائج أظهرت لهم أن الأشخاص الذين يسعون بانتظام لفهم دواخل شركائهم والتعرف على ما يدور في نفوسهم وعقولهم عن قرب هم قادرون أكثر على تعزيز درجة التفاهم مع الشريك، وبالتالي المساهمة في زيادة درجة التقارب الزوجي ومن ثم الشعور بالسعادة.
لمَ يجب على الأزواج تجربة "خرائط الحب"؟
الحقيقة أنه لا يوجد وقت صائب ووقت خاطئ لتحسين العلاقة الزوجية، فمن المهم أن يحرص الزوجان طوال الوقت على فهم دواخل بعضهما البعض واستيعاب الأفكار المختلفة والمشاكل بصورة بناءة وفعالة.
وأكد الخبراء أن غياب ذلك التفهم في بداية العلاقة سيكون له أثر كبير في مرحلة لاحقة، لذا من المهم أن يبذل الأزواج بعض الجهد منذ البداية لاستيعاب بعضهما وتعزيز مستوى التفاهم.
وما يحدث بعد التأسيس للتفاهم الزوجي هو الدخول في تحديات مرتبطة بضرورة البقاء دوماً على اطلاع بخصوص كل ما يطرأ على حياة الطرف الآخر من مستجدات، ومحاولة مشاركته أي هموم أو مخاوف، والسعي بكل جدية لحل المشكلات والتخفيف عن الشريك قدر المستطاع.
كم يستغرق الأمر لبناء خرائط الحب؟
نصح الخبراء بتخصيص 20 دقيقة يوميًّا على الأقل طوال 5 أيام في الأسبوع من أجل التركيز على تلك المهمة، وذلك لضمان تعزيز المعرفة الحميمة بين الأزواج وبالتالي المساهمة في إبقاء العلاقة على أفضل ما يكون.
وختم الخبراء بقولهم إن الأمور تزداد تحسنًا كلما تعمق الأزواج في الشريك، وذلك عبر طرحهم الأسئلة العميقة التي تكشف لهم المزيد والمزيد عن جوانب شخصياتهم المختلفة، وهو ما يوطد علاقتهم بقوة ويضمن نجاح وسعادة حياتهم الزوجية على المدى الطويل.