ساهر ضيا مصمم أزياء لبناني حفر اسمه باجتهاد وجهد كبيرين، تخرَّج في الجامعة وحصل على المركز الأول بين زملائه، انطلاقته كانت من أبو ظبي التي يعيش فيها مقدماً لها وللعالم تصاميمه المميزة، وكان آخرها مجموعته لربيع وصيف 2024 التي شكلت عنوان لقائنا في "فوشيا"، وكان هذا الحوار.
* الرسم كان أول اهتماماتك، هل هو الذي قادك إلى رسم الأزياء وتصميمها؟
- أحببت الرسم منذ الصغر كنت أرسم الطبيعة والثياب، يبدو أن الرسم أثّر كثيراً بالإضافة الى الموهبة التي كانت موجودة بالفطرة إذ كنت أنتبه إلى ملابس والدتي وأدعوها إلى شراء ما أجده لافتاً، وملاحظة أزياء من هم حولي؛ ما يدل على عشقي للفن بشكل عام ابتداءً من السينما والطبيعة والألوان بالإضافة إلى الأزياء بشكل خاص.
* المصمم ساهر ضيا ماذا يتذكر من البدايات؟
- البداية كانت من أبو ظبي بعد دراستي الأزياء وتخرجي في لبنان، فافتتحت مشغلي الخاص، حينها كان عدد المصممين قليل جداً- أتحدث عن عام 1997- بالطبع تغيرت الأذواق منذ ذاك الوقت بالمقارنة مع الحاضر كما تغير أسلوبي من البساطة المترافقة مع القصّات والخياطة النظيفة وواكبت رغبات الذوق العام الموجود في المدينة لجهة الشك والتطريز مع التطوير الدائم الذي اكتسبت من خلاله ثقة السيدات بأسلوبي الخاص والبسيط المعتمد بالدرجة الأولى على الرقي بالتنفيذ والخياطة إذ إن الشك والتطريز مثلاً يكون بسيطاً بأسلوب أنيق ومميز وليس عشوائيا.
* لماذا العودة الى الماضي في التصميم؟ هل تراه غنياً أكثر من حاضرنا؟
- الوحي دائماً مصدره الماضي لأن الحاضر تغلب عليه التكنولوجيا، أما الماضي فهو الحنين والذوق والعودة إلى عصر ذهبي عاشته الناس فيما مضى، لدرجة أنني اتمنى لو عشت في ذاك العصر، لأنه كان جميلاً وغنيا. في العادة معظم الإلهامات تكون من الماضي ومن خلال نجمة عالمية، أما مجموعتي الأخيرة لربيع وصيف 2024 فقد استوحيتها من حدائق ماريبل في سالسبرغ لأنها من الماضي العريق، فالماضي بالنسبة لي هو محطة أساسية في أي مجموعة أصممها.
* في العادة كيف تختار الأقمشة؟ هل من بين المعروض من الشركات أم تطلب أقمشة خاصة مصممة لك؟
- أزور المعارض التي تُقام في باريس لأرى ما هو الجديد والترند والألوان المخطط لها، وفي وقتنا الحاضر أصبح المصمم ينفذ ما يراه مناسباً لتصاميمه ولزبائنه لأننا لم نعد كالسابق نرتدي هذه الألوان في الشتاء وتلك الألوان في الصيف، إذ تجدين مصممين كباراً يختارون ألواناً غامقة للصيف وأخرى فاتحة للشتاء، إذ لم تعد الثوابت السابقة يُعمل بها حاليا. معظم الشركات التي أتعامل معها أنتقي من المعروض لديها وأطلب أشياء أخرى تناسب ما أريده، أما الشك الجاهز فنادراً ما أستعمله وأفضّل عليه الخاص بي.
*ما الصيحات التي لفتت نظرك في موضة ربيع وصيف 2024 والتي تجد أنها تتوافق مع فلسفتك الإبداعية؟
- ما لفت نظري هو ما اتّبعه منذ 2020 و2021 وهو موضة الكورسيه وهي ترند الآن ومطلوبة كثيراً لأنها تقدم جسم المرأة بطريقة جميلة وتعطي قواماً وتُبرز الخصر، حتى ولو كانت السيدة ممتلئة، ما يضفي جمالاً على الجسم، لا سيما وأن الموضة الآن لا تعتمد فقط على المرأة النحيفة تماما، وتعمدت أن تكون مجموعتي للمرأة الممتلئة مع عارضات ممتلئات.
* أخبرنا عن أقمشتك المفضلة في مجموعة ربيع وصيف 2024؟ وعن أنواع التطريز الناعم؟
- حدائق ماريبل من الحدائق التي استوقفتني ولفتت انتباهي بشكل كبير في أسفاري التي أزور فيها المتاحف والحدائق، ففي حدائق ماريبل شد انتباهي كثيراً تنسيق الألوان هناك وتناغمها مع لون السماء التي أضفت على ألوان الورد والزرع بعداً اخر، ما لفت نظري للغاية، وأحببت الحديقة كثيراً، وصرت أزورها دائما أثناء تواجدي هناك لاستلهم من سحرها مجموعتي وألوانها.
أما بالنسبة للفساتين فقد اتجهت للبساطة، لأن المرأة تريد فستاناً عملياً مريحاً خاصة ان هذه المجموعة هي بين Ready to wear و Couture فهي مريحة تعتمد على القصّات والكورسيه كثيراً، والشغل كان ناعماً مستوحى من تصاميم الزخارف التي شاهدتها في حديقة ماريبل وأزهارها، فيما الألوان كانت كحمرة الخدود من الزهري إلى الخوخي والأصفر والـ Boix de rose والأزرق الفاتح والفوشيا والبنفسجي الفاتح، فهذه الألوان تجدينها في الطبيعة وزهورها.
*وجوه ونجمات عالميات كنَّ بالنسبة إليك مصادر وحي لمجموعات أزياء قدمتها، إذا طلبت منك الآن أن تختار نجمة تود أن تصمم مجموعة تشبهها فمن تختار؟
- لقد ارتدت من تصاميمي العديد من نجمات العالَمين العربي والعالمي، وأنا بطبعي لا أسعى إلى ذلك غير أن النجمات يقدمن صورة جميلة عن المصمم. ولو عاد بي الزمن الى الوراء كنت أحب أن ترتدي من تصميماتي نجمات مثل ريتا هيوارث ومارلين ديتريتش، وسبق أن قدمت عنهما عروض أزياء.
* في رأيك، ما العناصر الأساسية التي تميز المرأة وتفرض هالتها؟
- أقدّر كثيراً المرأة التي تملك حضوراً مترافقاً مع طريقة الكلام والمشي فهذه عناصر مهمة وأعتبرها أهم من الجمال، فقد تكون المرأة جميلة جداً وتملك مواصفات جمالية عالية ولكن لا حضور لها، طلتها المميزة هي الأهم وشكلا أحب المرأة التي لديها خصر والقليل من الأرداف بالحدود الطبيعية لانها تُبرز القطعة التي ترتديها.
* بماذا تختلف عروس ساهر ضيا لربيع وصيف 2024؟
- عروسي ناعمة جداً، لأن الناس بعد كوفيد-19 اتجهت كثيرا نحو البساطة، وهذا ما كنت أصممه في بداياتي، الناعم مع شغل بسيط، والآن العروس ناعمة مع قصات مميزة، والكورسيه موجود في فساتين الزفاف الأربعة التي قدمتها والتطريز مستوحى من حديقة ماريبل، أما الفستان بلون الأوف وايت، فهو فخم جداً مشغول بالورود. والفستان الأحب إلى قلبي هو الذي أخذ شكل حورية البحر، أنثوي للغاية وفي الوقت نفسه راقٍ جدا يُبرز شخصية المرأة. هذا بالإضافة إلى أننا ننفذ رغبة من تحب الفستان المشغول جداً لذلك قدمت فستان زفاف مميزاً جداً مشغولاً بكامله واستغرق تنفيذه أكثر من ثلاثة أشهر.