لا داعي لأن تنساقي أبدا وراء الصور التي تُنشَر على السوشال ميديا لبعض النجمات وتظهر فيها بشرتهن ناعمة وخالية من أي عيوب، فالواقع والحقيقة غير ذلك؛ لأن الطبيعي أن يكون للبشرة بعض العيوب مثل الخطوط، والبقع الداكنة وكذلك النتوءات الصغيرة.
وأشار باحثون من "مايو كلينك" إلى أن بعضا من تلك النتوءات الصغيرة ربما تنتج عن سدادات الزهم أو البثور التي تتشكل عندما تنسد بصيلات الشعر بالزهم وخلايا الجلد الميتة.
وأضافوا أن البكتيريا تنشط وتنمو بداخل تلك السدادات؛ ما يؤدي لحدوث عدوى تسفر في الغالب عن ظهور نتوءات حمراء مزعجة يطلق عليها "حب الشباب".
ومع هذا، فقد تلاحظ بعض النساء ظهور نتوءات أخرى على بشرتهن، لا تكون ملتهبة، عكس البثور.
وتعرف تلك النتوءات التي تظهر أعلى الذراعين، والفخذين والأرداف، وغالبًا ما تكون بيضاء أو وردية أو بلون الجلد، باسم "سدادات الكيراتين" Keratosis Pilaris.
ونستعرض في السطور التالية المزيد من المعلومات حول تلك السدادات، أسباب ظهورها وطرق معالجتها أيضا.
سدادات الكيراتين قد تحدت إذا لم يتخلص الجسم من الجلد القديم
الحقيقة أن كل سطح بأجسامنا يتكون من خلايا ظهارية، وأن كل خلية من تلك الخلايا تحتوي على بروتين ليفي يسمى الكيراتين، يكون مسؤولا عن منح الشعر، والبشرة والأظافر البنية الخاصة بهم. ومع قيام الجلد بتكوين خلايا جديدة كل فترة، يحدث سحر في الطبقات العميقة للبشرة؛ إذ إنه مع إنتاج خلايا جديدة، تُدفَع الخلايا القديمة إلى السطح.
وإذا لم يتم التخلص من تلك الخلايا الميتة (التي تكون في الغالب من الكيراتين)، فإنها قد تستقر في البصيلات؛ ما يؤدي إلى ظهور نتوءات صغيرة تعرف باسم "سدادات الكيراتين".
وبينما تبقى الأسباب التي تقف وراء ذلك غير واضحة، فإن الاعتقاد السائد هو أن التهيج الذي ينتج عن الاحتكاك وجفاف البشرة قد يكون له الدور الأبرز في حدوث ذلك.
"تظهر سدادات الكيراتين لدى أي شخص، فإن ظهورها يشيع أكثر لدى المراهقين، ويمكنها أن تصيب ما يصل إلى 80 % من البالغين".الباحثون
ومع هذا، فقد نوه الباحثون بأن تلك السدادات لا تُسبِّب ألما كما البثور، وأنها غالبا ما تظهر في صورة بقع على الذراعين، والفخذين والأرداف؛ ما يفقد البشرة نعومتها ويجعلها تبدو خشنة الملمس، لدرجة أن بعضهم يطلق عليها أحيانا "جلد الدجاج".
وبينما قد تتسبب النتوءات في حدوث حكة، فإنها عادة ما تكون نتيجة إصابة الجلد بجفاف.
وفي حين قد تظهر سدادات الكيراتين لدى أي شخص، فإن ظهورها يشيع أكثر لدى المراهقين، ويمكنها أن تصيب ما يصل إلى 80 % من البالغين.
ولو أن هذه السدادات موجودة بكثرة، فإنها قد تكون إشارة على حالة تعرف باسم "التقرن الشعري"، التي قد تحدث حين يكون هناك فائضا من الكيراتين في الجلد.
كما توجد عوامل أخرى كالربو، والسمنة، وحمى القش، وجفاف الجلد، والإكزيما والوراثة قد تؤدي إلى التقرن الشعري.
كيف يمكنك معالجة سدادات الكيراتين؟
يسهل في البداية تشخيص الإصابة بتلك المشكلة على يد طبيب جلدية متخصص؛ لأنه سيكتشفها بكل سهولة بمجرد النظر إليها، والشيء الجيد هو أن تلك السدادات لا تتطلب أي نوع من أنواع العلاجات الطبية؛ لأنها لا تمثل أي تهديد وتزول غالبا من تلقاء نفسها.
لكن إذا تعذر عليك التخلص منها، نظرا لثباتها في مكانها دون أن تزول، فيمكنك الاستعانة بمنتجات تقشير موضعية تحتوي على حمض اللاكتيك وحمض الساليسيليك؛ لأنها قد تستخدم كمقشرات لطيفة، تفيد في تخليص البشرة من خلايا الجلد الميتة المحتبسة.
ويمكن لاستخدام فرشاة جافة أو منشفة على الجلد أن يفيد في علاج المشكلة، وكذلك يمكن الحد من ظهور تلك السدادات – أو حتى منع تكون سدادات جديدة – عبر الإبقاء على ترطيب البشرة جيدا، والابتعاد عن ارتداء نوعية الملابس الضيقة واستخدام ماء فاتر عند الاستحمام، للحد من تهيج البشرة والمساهمة بفعالية في تحسين مشكلة السدادات.
وإذا لم تصرف تلك السدادات من تلقاء نفسها أو إذا ظلت تعاود الظهور، فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية مثل تسحيج الجلد أو تقشير الجلد بالليزر للاستفادة بشكل أكبر من التقشير.