بعض العطور ترافقنا في مختلف مراحل حياتنا، وتساعدنا لنحافظ على ذكرياتنا واللحظات الجميلة التي نمر بها.
فمن منا لا تستطيع أن تتعرف على عطر والدتها أو حبيبها الأول؟ لذلك يعد اختيار العطر الذي نرغب باعتماده بالمهمة الصعبة والمهمة أيضاً. وهذه من الأسباب التي تجعل من بعض العطور أيقونية وعابرة للزمن والأجيال.
بدأت رحلة Acqua di Parma Colonia عام 1916. عطر مصنوع في قلب بارما، كانت رائحته المنعشة والناعمة والحمضية تتناقض مع الروائح العميقة التي كان يسوّق لها في ذلك الوقت. ولهذا السبب حظي بنجاح كبير، وأصبح رمزاً للأناقة الإيطالية للمشاهير في الثلاثينيات والخمسينيات. لم يتغير هذا العطر، فرائحته الخالدة بمكونات الحمضيات واللافندر والفيربينا، يتبعها الصندل والباتشولي. جاذبة وخالدة، تمامًا كالهوية الإيطالية الساحرة.
أما Chanel nº5 فهو "عطر المرأة الذي يفوح برائحة المرأة". هكذا طلبت غابريال شانيل من الأنف Ernst Beaux عام 1921 أن يبتكر عطراً جديداً للدار، في وقت كانت فيه العطور التي تفوح برائحة الورود هي السائدة. يحتوي هذا العطر على أكثر من 80 مكونًا، ليخلق أول عطر معقد بمستويات لا يمكن فهمها. اسمه يأتي من حقيقة أنه كان الزجاجة الخامسة التي عرضها Beaux على شانيل، وقاومت هذه القارورة الزمن مع تعديلات تكاد تكون غير ملحوظة. تعتمد هذا العطر الجدات والأمهات والسيدات من جميع الفئات العمرية.
صنع جاك غيرلان أول زجاجة من عطر Shalimar من Guerlain بنفسه، عام 1921. هو العطر الشرقي الأول في التاريخ، غنيّ بنغمات البرغموت والسوسن والفانيليا، مستوحى من قصة حبّ شغوف بين إمبراطور وأميرة. يرمز شاليمار الذي يعني معبد الحبّ في اللغة السنسكريتيّة إلى الوعد بحبّ أبدي.
عام 1925، حازت قارورة عطر شاليمار من تصميم ريمون غيرلان على الجائزة الأولى في معرض باريس للفنون التزيينية. ولا يزال يحظى العطر حتى اليوم بإعجاب السيدات حول العالم.
قدمت علامة Yves Saint Laurent عطر Opium عام 1977. عبرت من خلاله عن إعجابها بالشرق وكان هذا العطر، ذو المكونات الشرقية الكثيفة، مثيراً للجدل منذ إطلاقه بسبب اسمه.
ومع ذلك، لا يزال هذا العطر الشرقي، الذي يمزج بين التوابل والروائح الزهرية مع الفانيليا والعنبر حتى اليوم، واحداً من أكثر المنتجات مبيعاً للعلامة التجارية. هذا العطر الجريء، يناسب النساء القويات والجريئات اللواتي يحببن أن يبرزن؛ لأنه بلا شك، عطر قوي وفعّال.
ولدت Classique Jean Paul Gaultier عام 1993. أراد المصمم استحضار ذكريات الطفولة السعيدة من خلالها. الزجاجة، المصممة على شكل قميص نسائي، تسلك خطى عطر "Shocking" الذي صممته سكياباريلي عام 1931.
وتعد القارورة مثالية لتعزيز التميّز في العلامة التجارية لدار غوتييه. وجدت هذه الرائحة الأنثوية نظيرها الذكوري في " Le Male " عام 1995، بزجاجة على شكل جسم رجل يرتدي "تيشيرت" مخططا باللون الأزرق الداكن.
بعد أن دخلت الى عالم العطور عام 2005، شكل إطلاق عطر Rolf &Viktor الأول "Flowerbomb " نجاحاً كبيراً، وأصبح بسرعة من المفضلة لدى عشاق العطور. صُنع هذا العطر بواسطة خبراء العطور كارلوس بينايم وأوليفييه بولج ودوميتيل بيرتييه. ليصبح هذا العطر الأنثوي الذي نعرفه اليوم من الأبرز في عالم العطور.
أخبار ذات صلة
