قالت الفنانة اللبنانية كارمن لبّس، إن هناك تقصيرا مجحفا بحقها في لبنان؛ نظراً للأدوار الذي تُعرض عليها من قبل المنتجين، مشيرة إلى أصبحت توافق على الكثير من الأعمال من أجل المقابل المادي فقط، وعلقت: "لو كان معي مصاري كنت اعتذرت عن الكثير من الأدوار".
وأضافت أن العمل المهم والذي كان له أثر في مسيرتها هو مسلسل "2020"، لافتة إلى أنها كانت شخصية جديدة ومركبة، وتطرح فكرة اجتماعية خاصة، حيث قدمت دور امرأة مجهولة القيد ومعرضة لصدمة عاطفية، وأوصلت رسالة هامة جداً للمشاهد بأن كل إنسان يوجه سلوكه حسب ظروفه ونقطة ضعفه والضغوطات التي يتعرض لها.
وأكملت أنها لم تسع لأي عمل ولا تجاهد لتقدم أعمالا عربية مشتركة، حيث كانت منذ بدايتها تتبع المسار نفسه ولن تغيره، وقد يكون سبب غياب مدير أعمال خاص فيها أثر على موضوع البحث عن فرص عمل، لكنها لا تنجذب للتعرف على مخرجين ومنتجين للوصول إلى أهدافها، واسمها يجعل الأعمال تسعى إليها.
وصرحت الفنانة خلال استضافتها في برنامج "المختار" أن الدراما في حالة من التراجع إلى الوراء، وتطرح قصصا لتجعل تفكير المشاهد محدودا ومقيدا، والسوشال ميديا تساعدها على تكريس هذه الأفكار وإلقاء الضوء عليها على عكس الدراما الغربية.
وتابعت أن الدراما المصرية تراجعت، مشيرة إلى أنها كانت تقدم محتوى جريئا وعميقا، أما حالياً عند عرض أي مشهد "ساخن" يثير الدهشة والضجة بين الجمهور، لافتة إلى أن التخلف يسير بهدوء إلى عقول المشاهدين والتكنولوجيا تساند في تثبيت التخلف بحسب رأيها.
خريف عمر
وكشفت كارمن لبس أنها تقدم دورا كاملا للمرة الأولى باللهجة السورية في مسلسل "خريف عمر" إخراج مثنى الصبح، وتأليف حسام شرباتي، ولم تسأل نفسها لماذا انتقاها المخرج مثنى صبح لهذا الدور، معتبرة أن اللهجة السورية صعبة نوعا ما، لكنها أقل صعوبة من باقي اللهجات العربية، واستطاعت تقديمها بشكل رائع بمساندة المخرج والفنان سلوم حداد، وخاصة نطق حرف القاف أخذ وقتا طويلا.
الدراما المشتركة
وشجعت لبس الدراما المشتركة لأنها تقدم قصصا واقعية وحقيقية ليست خيالا، مؤكدة أنها تجسد أحداث الواقع مثل "النار بالنار" إخراج محمد عبد العزيز وتأليف رامي كوسا، حيث قدما مزيجا من الجنسيات المتواجدة في لبنان، ولفتت إلى أن أكثر الأخطاء التي تتعرض لها هذه الأعمال تقديم أم لبنانية يتحدث ابنها اللهجة السورية واعتبرته خطأ ظاهرا.
وأوضحت أنها لا ترغب بالمقارنة بين الفنانين، وشبهت التمثيل بـ"لعبة التنس" أي حين تصل الكرة بشكل صحيح يتم لعبها بشكل صحيح، وحسب رأيها الدراما عمل متكامل يعتمد على نجاح طاقم العمل كاملا. مشيرة إلى أنها تقدم أدوارها كلها في روح واحدة دون اختلاف، ولا تستخدم نجوميتها في أي عمل جديد، بل تعتمد نظام "الأسفنج" الذي يمتص كل تفاصيل العمل للاستفادة منها.
بداياتها وحياتها الشخصية
وكشفت أنها تعرضت للتحرش في عمر التسع سنوات، وبسبب المجتمع الذكوري حسب رأيها تم التبرير لما فعله معها، وأنها ترى النساء هن السبب في سيطرة الفكر الذكوري، نظرا لأنهن تكرسن هذا التفكير في تصرفاتهن، معتبرة أن الإفصاح عن هذه الموضوعات أمر مهم ومطروح.
وقالت إن أصعب المراحل التي مرت بها كانت التمرد على والدها، وفرضت عليه فكرة التمثيل واختارت طريقها لوحدها، كما اختارت زوجها وعارضت عائلتها.
واستكملت أن زواجها استمر سنتين فقط، ولم تستطيع الطلاق بسبب عائلتها فحاولت الانتحار وبعدها ساندها والدها وساعدها، وهي لا تضع شروطا معينة لاختيار شريك حياتها لكن من الصعب إيجاده، وتربطها بابنها علاقة صداقة لكن ضمن الحدود.
واعتبرت الوسط في الدراما "وسخ"، حيث طُلب منها في بدايتها تقديم الكثير من التنازلات لدخول عالم الفن لكنها لم تقدم على هذه الخطوة أبدا، واكتفت بالمسرح والإذاعة.