استمتعي بفوائد ألياف القطن المذهلة، واختاري هذا النبات الذي ينمو في الأرض، ويبدأ كزهرة، وينضج ليصبح جزؤه الداخلي رقيقًا، ويتم نسجه في القماش الناعم الذي نعرفه ونحبه.
يتنفس القطن القوي ويمتص العرق ولا يسبب الحكة أو التهيج، ولا يتشبث بالجلد كالأقمشة الصناعية ذات الأساس الزيتي مثل البوليستر، لذا فهو يبقيكِ منتعشة أثناء ممارسة التمارين، وفي مجمل حياتك اليومية، وفوق كل ذلك، اعتمدته أحدث اتجاهات الأناقة العصرية نظرًا لارتفاع درجات الحرارة العالمية. وأصبحت الملبوسات القطنية تلقى رواجًا حتى في الشتاء، بدءًا من القمصان القطنية العملية، إلى الفساتين الكاجوال، والبدلات الرياضية.
ولا داعي للحديث عن سهولة الغسل والاعتناء بالمنسوجات القطنية؛ أما أبرز ملامح التجديد فيما يتعلق بالموضة، فتكمن بارتداء التيشرتات القطنية البيضاء بدلاً من البلوزات أسفل البدلات، والتايورات والمعاطف، والميل إلى القصات الفضفاضة، والأكمام الدائرية أو بالغة الطول، والأنسجة المزخرفة بتطريزات نافرة ذات ملامس متنوعة، تُحدث حراكًا إبداعيًا راقيًا.
فضلاً عن مواصفاتها الرائعة، يمكن إعادة تدوير الأقمشة القطنية وتحويلها إلى خيوط أو ملابس جديدة، تتعدد استعمالاتها من الجينز إلى القمصان، وسهولة مزجها مع ألياف أخرى للحصول على أنواع عدة من أقمشة مختلفة، وبالتالي فالقطن مصدر مستدام، ومتجدد، وقابل للتحلل البيولوجي بالكامل.
وما يؤخذ على القطن فيما يتعلق بمفهوم وشروط الاستدامة، أن عمليات نقل محاصيله من المزارع إلى المصانع تستلزم الكثير من الطاقة، كما أن زراعته تدمر التربة، وتستهلك كميات كبيرة من المياه، وتحتاج إلى مبيدات الآفات والحشرات المضرة بالنظام البيئي ككل.
كما أن معظم الأصباغ المستخدمة في عمليات التصنيع التالية ليست آمنة على البيئة، خاصة مع تصريفها في القنوات المائية. وإجمالاً، يعد القطن العضوي أقل ضررًا بالبيئة من نظيره التقليدي، والسبب أن زراعته لا تنطوي على استخدام أية مبيدات كيميائية.
ويعني إنتاج القطن الأكثر استدامة استخدام مواردنا الطبيعية - المياه والأرض والكربون والطاقة بشكل أكثر كفاءة، وتطبيق ممارسات إنتاج القطن المسؤولة التي تقلل بشكل كبير من استخدام المياه، واستخدام الأراضي، وفقدان التربة، واستخدام الطاقة مع زيادة صحة التربة وإنتاجية الفدان. وكان مفتاح التطورات في استدامة إنتاج القطن، هو تطوير التقنيات المبتكرة، وأنظمة الإدارة، وأساليب الحفظ المدفوعة بالأهداف والغايات البيئية القائمة على العلم.