لماذا عليكِ تجنب الحمية النباتية أثناء الحمل؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
21 يناير 2024,6:05 م

شهد النظام الغذائي النباتي في السنوات الأخيرة، رواجا في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب، منها الفوائد الصحية المحتملة للنبات، مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسين صحة الجهاز الهضمي، وخفض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

غير أن هذه الحمية الغذائية النباتية قد تشكل مخاطر ومضاعفات صحية للنساء في سن الإنجاب، إن لم تكن تحت إشراف طبيب ومتابعة دقيقة، ولا سيما أن المرأة الحامل تحتاج إلى المزيد من العناصر الغذائية مثل البروتين والحديد وحمض الفوليك واليود والكولين وكذلك الكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين دي.

ووفقا لدراسة دولية حديثة تبحث في صحة الأمهات قبل وبعد الحمل، فإن أكثر من 90% ممن يخططن للحمل يعانين من نقص في العناصر الغذائية الأساسية المتوفرة في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، وترجح الدراسة استمرار ارتفاع هذه النسبة مع زيادة شعبية الأنظمة الغذائية النباتية وبالأخص بين النساء، بما يؤثر على صحة الحوامل وأطفالهن.

وفي الدراسة التي نشرت في مجلة "بلس ميديسن" في ديسمبر/كانون الأول 2023، تابع الباحثون من جامعة ساوثهامبتون البريطانية وجامعة سنغافورة الوطنية أكثر من 1700 امرأة يخططن للحمل، ويعشن في بلدان مرتفعة الدخل، بما في ذلك بريطانيا ونيوزيلندا وسنغافورة، وكان متوسط عمر المشاركات 28 عاما، وكشفت فحوصات الدم عن انخفاض ملحوظ للفيتامينات الأساسية في أجسامهن، وأشارت الدراسة إلى أن 9 من كل 10 سيدات يفتقرن إلى هذه العناصر، والتي تشمل حمض الفوليك والريبوفلافين وفيتامين "ب 6" و"ب 12" وفيتامين "د".



خطر الحمية

الباحث الرئيسي للدراسة، الدكتور كيث جودفري قال، إن كل امرأة تقريبا تخطط للحمل لديها مستويات غير كافية من فيتامين واحد أو أكثر، بما يؤكد أن مشكلة نقص التغذية لم تعد قاصرة على البلدان الفقيرة وحدها بل تشمل كذلك البلدان ذات الدخل المرتفع.

وبحسب الدكتور جودفري، يرجع ذلك إلى السياسات التي تعلي من شأن الخيارات الغذائية النباتية، ونصح أي امرأة تخطط للحمل بضرورة اتباع نظام غذائي صحي متوازن وعالي الجودة وتعزيزه بالمكملات الغذائية.

وأشار البروفيسور شياو ينج تشان من جامعة سنغافورة، وأحد المشاركين في الدراسة، إلى أن استمرار التحرك نحو الحميات الغذائية الحديثة والضغط من أجل تقليل الاعتماد على اللحوم ومنتجات الألبان، من شأنه التأثير على الأجيال القادمة ورفاهية الأطفال الذين لم يولدوا بعد؛ لأن صحة الأم ترتبط بصحة الطفل ونموه البدني مدى الحياة.

ومع هذه النتائج للخطر المحتمل من الحمية النباتية للمرأة الحامل، يمكن أن يكون النظام النباتي صحيا خلال الحمل، مع اتباع بعض الإرشادات الهامة مثل:

- فيتامين ب 12: وهو عنصر غذائي أساسي لتكوين خلايا الدم الحمراء ونمو الجنين. يمكن الحصول عليه من المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، ونقصه يعزز مشاكل الإجهاض والولادة المبكرة والإصابة بسكري الحمل والتشوهات الخلقية للجنين.

فيتامين د: تؤدي المستويات غير الكافية منه إلى زيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل وانخفاض وزن المولود.

الحديد: لا يمتص الجسم الحديد غير المهم الموجود في الأطعمة النباتية بسهولة، بخلاف الحديد المهم المتوفر في المغذيات الحيوانية.

اليود: يؤثر نقص اليود على نمو الدماغ وينبئ بانخفاض الذكاء اللفظي وضعف القدرة على القراءة لدى الأطفال، ومن المصادر الغذائية الرئيسة لليود منتجات الألبان والمأكولات البحرية.

أوميغا 3: يعزز النظام الغذائي النباتي انخفاض مستويات أحماض أوميغا 3 في الدم، وهي من الأحماض الضرورية لنمو عيون الجنين ودماغه وجهازه العصبي.

الزنك: تقل مستويات الزنك لدى النباتيين بسبب صعوبة امتصاص الزنك النباتي في الجسم، ويعد نقصه أحد أسباب الولادة المبكرة وطول مدة المخاض.

الكولين: تحتوي الأطعمة النباتية على كميات قليلة جدا منه، وهو عنصر ضروري لنمو الجهاز العصبي للجنين ومنع تشوهات العمود الفقري.

البروتين: يتوفر البروتين في النظام الغذائي النباتي ولكن يصعب هضمه، وهو ما يزيد من احتياجات المرأة الحامل للبروتين الحيواني.

أخبار ذات صلة

طرق لتشجيع جنينك على الحركة أثناء الحمل

google-banner
foochia-logo