أصبحت الاستدامة عنواناً يجذب المستهلك ويشعره بتأدية واجبه تجاه الطبيعة، إذ تدخل في جميع تفاصيل حياتنا اليومية وصولا إلى الموضة والمجوهرات.
تتجه دور تصميم المجوهرات العالمية والمحلية الصغيرة إلى اتباع مفهوم الاستدامة بطرق مختلفة، بعدما عانت صناعة المجوهرات من السمعة السيئة لسنوات عديدة؛ بسبب تأثيرها السيىء على البيئة وعمالة الأطفال في صناعة تعدين الذهب واستغلال العمال لساعات طويلة، بعيدا عن اتباع المعايير الأخلاقية.
وكذلك يتجه المستهلك اليوم للاهتمام بالمعايير الأخلاقية للقطع التي يختارها، وتساهم وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في نشر الوعي وإلقاء الضوء على التحديات التي تواجه القطاع الذي يسعى إلى اتباع الاستدامة.
لذلك تحاول العلامات اتباع هذا المفهوم لتلبية متطلبات السوق وموظفيها، ولتقوم بواجباتها المجتمعية.
كيفية التأكد من استدامة المجوهرات
خطوات عديدة وبسيطة يمكن اتباعها لشراء المجوهرات الصديقة للبيئة والإنسان، أبرزها:-
- ابحثي عن العلامات التجارية التي تحاول أن تتبع أسلوب الاستدامة. هناك دائماً ضرر سواء كان اقتصادياً أو اجتماعياً أو بيئيا في مكان ما عند شراء المجوهرات، ولكن من المهم البحث عن تلك العلامة التي تنشر الوعي وتحاول تحسين معاييرها.
- ابحثي عن العلامات التجارية التي تستخدم المعادن المعاد تدويرها.
- اشتري الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة التي تم تعدينها بشكل أخلاقي وابحثي دائماً عن المصدر فهو المفتاح.
- أطلبي وثيقة تثبت أصل الألماس من معهد الأحجار الكريمة الأميركي، الذي ينص بوضوح على أصل الألماس.
- إن كنت تحبين دور تصميم المجوهرات العالمية فهي غالباً ما تقوم بالتسويق لكل خطوة تقوم بها نحو الاستدامة.
علامات عالمية نحو الاستدامة
البداية مع دار (Piaget)، إذ تعد غابات ومروج منطقة نوشاتيل جورا، موطن مصنع بياجيه، بيئة ملهمة غنية بالحياة والألوان.
تلتزم "بياجيه" بالحفاظ على هذا الكنز الحي، من استخدام الطاقة الشمسية، وتعويض ثاني أكسيد الكربون وأنظمة إدارة النفايات المحسّنة.
يتمثل أحد أهداف الدار الرئيسية بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المباشرة الخاصة بها، ويلبي المقر الرئيسي لـ Piaget معيار مينيرجي Minergie لإنتاج الطاقة المنخفضة، واستخدام الطاقة المتجددة بشكل كبير، وإنشاء ألواح شمسية على سطح مصنع جنيف واستخدام الكهرباء الخضراء في مبنى الإنتاج.
دار Piaget عضو في مجلس الصناعة المسؤولة للمجوهرات (RJC) منذ عام 2005، وملتزمة بالاطلاع على أفضل ممارسات الإدارة البيئية، وللمجلس دور حيوي بتعزيز الأخلاقيات المسؤولة وحقوق الإنسان والممارسات الاجتماعية والبيئية في جميع سلاسل توريد الذهب والالماس.
ومن أجل التعويض عن بصمتها الكربونية، تمول بياجيه مجموعة من المشاريع عبر جميع أنحاء العالم لحماية البيئة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتتراوح هذه المشاريع بين كفاءة استخدام الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة وخلق مياه شرب نظيفة.
أما دار Chopard، التي تأسست عام 1860، فلطالما كانت الأخلاقيات عنوانها، والمسؤولية الاجتماعية جزءا لا يتجزأ من فلسفتها، وتضع الاستدامة في صميم قيمها.
تبنت عائلة شوفوليه، التي تدير العلامة وتمتلكها، رؤية تكامل عمودي تتيح للدار القيام بعملية الإنتاج الكاملة، فضلاً عن الاستثمار لتطوير مهارات حرفيي المجوهرات الفاخرة وصناعة الساعات.
والهدف هو التحكم والاطلاع على جميع خطوات عملية الإنتاج من مرحلة التصنيع الى المنتج بشكله النهائي. كما أنها عضو معتمد في مجلس الصناعة المسؤولة للمجوهرات.
تواصل شوبارد في مسيرة الاستدامة من خلال السعي لتحسين عملية التدوير والإنتاج للوصول إلى أهدافها في عالم الاستدامة.
ومنذ عام 2018، بدأت الدار باستخدام الذهب الأخلاقي 100%. وتحدد شوبارد "الذهب الأخلاقي" بأنه ذلك المستورد من مصادر مسؤولة تم التأكد من اتباعها لأفضل المعايير والممارسات الاجتماعية والبيئية المعتمدة على المستوى العالمي. كما أنها تصنع Lucent Steel™️ الخاص بها، مع معدل إعادة تدوير لا يقل عن 80% لساعاتها المصنوعة من الفولاذ.
في النهاية، نستطيع القول إن رحلة الوصول إلى علامات تجارية تتبع مفهوم الاستدامة طويلة، والخطوات ليست سهلة، ولكن نشر الوعي والبحث عن تلك المجوهرات الصديقة للبيئة والإنسان يبقى جزءا من واجباتنا تجاه المجتمع والبيئة التي تحتضننا.