في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم لشؤون الموضة وتياراتها على عروض الـ"رانواي" التي تقام في إطار أسبوع باريس لموضة الأزياء الجاهزة لموسم ربيع وصيف 2024، والمستمرة لغاية الثالث من أكتوبر المقبل، يطلق المصممون اللبنانيون العالميون أيضًا مجموعات أزيائهم الجاهزة للموسم ذاته.
نسلط الضوء فيما يلي على مجموعتي طوني ورد وجورج حبيقة.
الجانب الآخر من عدن
في عرض خاص على هامش الأسبوع الباريسي، دعا إليه أهل الصحافة والمجتمع وأصدقاء دارته، قدم المصمم طوني ورد مجموعته الجديدة من باريس، بعنوان "الجانب الآخر من عدن". تصاميم رائعة بروحية الأزياء الراقية استلهمها، وفق تعبيره، من "امرأة شرسة، متقلبة ولكنها مصممة، تلك المرأة هي عدن وهذا هو الجانب الآخر من عدن. الجانب الخفي الذي لا يخبرك به أحد".
وعلى عادته، أبدع ورد في ابتكارات وتصاميم نظيفة، على غرار فستان الجرسيه بفتحات متعددة، وفستان بقسمين يمزج بين أورغانزا بيضاء تمت حياكتها بتموجات مطوية على بلوزة بأكمام طويلة، مع تنورة بتطريز يدوي ثلاثي الأبعاد؛ فستان مطرز بالترتر، جاكيت بمطرزات مخيطة يدوياً ومزودة بسحابات نُسقت مع سروال أسود من الكريب، وغيرها من التصاميم الرفيعة. وتراوحت ألوان المجموعة بين الأصفر الساطع والفوشيا العميق، وألوان الأزرق، والألوان الترابية النيود، والأبيض النقي.
عندما تلتقي الموضة بالتراث
وفي خطوة غير مسبوقة، اختارت دار جورج حبيقة أن تحتفل بالتُراث وبأحد عجائب العالم القديم، وهي أول دار أزياء تُقدّم مجموعتها في قلعة بعلبك الأثريّة.
تُعرف هذه القلعة بأنها هيليوبولس العصر الهيلينستي، وهي إحدى العجائب المعماريّة المُدرجة على لائحة التُراث العالمي منذ العام 1984. إذ تتضمّن أكبر المعابد الرومانيّة على الإطلاق وأحد أفضل المعابد المحفوظة في جميع أنحاء العالم، والتي تُسلّط الضوء على دمج العمارة الرومانيّة مع التقاليد المحليّة.
انبثق تعاون دار جورج حبيقة مع وزارة الثقافة اللبنانيّة من رغبة الطرفين في إبراز التراث اللبناني الغني من منظور جديد ونقله إلى عاصمة الموضة باريس. وهو يندرج ضمن مهمة جورج وجاد حبيقة في دعم البيئة التي يعيشان ويتطوّران فيها. هذا وسيتمّ التبرّع بجزء من عائدات مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع وصيف 2024 إلى مركز سرطان الأطفال في لبنان.
استمدت مجموعة حبيقة لربيع وصيف 2024 إلهامها من أفروديت إلهة الحب والجمال، ولوحة "ولادة فينوس" للرسام الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي.
وقدمت الدار قرابة الـ 110 تصاميم تتميز بالتنوع والنعومة. وتستحضر القصّات الإنسيابيّة والخامات الأثيريّة شعوراً بالرومانسيّة، من خلال الالتفاف حول الجسم والاستعانة بطبقات الموسلين والدانتيل، أما التدرجات الباستيليّة الناعمة والأقمشة الذهبيّة اللمّاعة فتُترجم علاقة الإلهة بزبد البحر الذي خرجت منه. ويُمثّل اللؤلؤ والأصداف البحريّة رموزاً للنقاء والأناقة في الأعمال الفنيّة وفي الإكسسوارات، وهي تظهر على التصاميم إلى جانب أوراق الكرمة، الشمس المُشرقة التي تتلألأ على سطح الماء، الزهور اللؤلؤيّة، والنباتات المائيّة.
أما التطريز الغني الذي يُعتبر جزءاً من إرث دار جورج حبيقة، فيتألق بكل إشراقه المعهود، وقد تمّ تنفيذه بالألوان الناعمة والكثير من المواد اللامعة والقزحيّة، ليُزيّن بعض تصاميم المجموعة، فيما بقي بعضها الآخر بسيطاً وخالياً من أي لمعان.
أما المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب فيقدم، مساء اليوم السبت، عرض أزيائه المنتظر، والكل متشوق لمشاهدة إبداعاته التي يروج لها على منصاته، وسيتخللها الكثير من أعمال التطريز اليدوية، والخرز والأحجار الملونة والإكسسوارات المذهبة.