لم يتمالك الفنان الفلسطيني محمد عساف دموعه خلال حديثه عن هول الأحداث في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية عليه منذ أكثر من 4 أشهر.
وقال عساف وهو يبكي في بودكاست "تخيل"، الذي نُشر عبر اليوتيوب إنه يشعر بالخجل لأن الشعور بالعجز الذي يعيشه يجعله يحس بالعار؛ كونه غير قادر على تغيير أي شيء.
وأضاف بأنه يعيش منذ بدء الحرب على غزة بمشاعر مختلطة، وحالة عجز لم يسبق لها مثيل، معلقًا: أنا خجلان من كل أهلنا في غزة، وخجلان من نفسي، وخجلانين من دموعنا، هؤلاء أهلنا.
وأكد عساف أنه لم يشاهد مثل الأحداث التي تحصل في قطاع غزة، حتى في الأفلام، مشيرًا إلى ما يقوم به الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين من مجازر ومجاعة، منذ أكثر من 140 يومًا.
وكشف نجم "أراب آيدول" أنه تغيّر كثيرًا في الآونة الأخيرة، قائلاً: مش عارف إللي أنا بعمله صح أو أوفر.
وتابع عساف: "الواحد جواه غصة من قاع قلبه، إحنا إللي عندنا أهل في الداخل نتألم، ومصدومون ومدمّرون، وهذه هي الحقيقة".
وشدد على أنه لا يمكن فقدان الأمل رغم التضحيات في غزة، وعلّق: الأمل في الله، وفي شعبنا وأهلنا، رغم كل إللي بيصير فيهم، هو أكبر من كل شيء، الغزاويون شعب ولّاد، مستحيل يقدروا يتغلبوا عليهم، حتى بعد محاولاتهم إللي دامت 76 سنة.
اتصال هاتفي من صديق في غزة صدمه
وكشف محمد عساف خلال اللقاء عن تلقيه اتصالًا من أحد أصدقائه في قطاع غزة جعله في حالة من الصدمة والعجز.
وقال إنه بعد عناء طويل تمكَّن ذلك الصديق من الاتصال به، والحديث معه لدقائق معدودة، إذ كانت أول جملة بينهما هي سؤاله عن أحواله، الشيء الذي جعله يستغرب، حيث قال: كيف إللي في الحرب قاعد يسألني عن حالي؟!، ما قدرت أستوعب.
وأضاف أن صديقه وبكل قوة قال له إنه فقد ابنه الوحيد وزوجته في القصف، وكان يردد "الحمد لله" بشكل مستمر، الشيء الذي جعله يشعر بإحساس يختلط بين العجز والحيرة والبكاء، معلقًا: الواحد بيحس حاله صغيرًا أمام كل ما يحصل.
كما لفت إلى أن أحد المشاهد الصعبة التي وصلته عن سكان القطاع، هو أن البعض من كثرة الجوع يقومون بربط حجارة على بطونهم، من أجل إسكاتها، وذلك لأنه لا شيء أمامهم للأكل، خاصة مع منع المساعدات من الدخول.
في غضون ذلك، قال عساف إنه حاول الدعم بما يمكن من خلال صوته ومواقع التواصل الاجتماعي، وكان ينشر عن القضية بشكل مستمر، وأصدر أغنية تحمل عنوان "غزة العزة"، تحكي عن الواقع في القطاع، لكن تم حذفها عن "يوتيوب".