تُعد ندرة الإصابة بالسرطان لدى الأطفال عائقًا رئيسًا أمام التشخيص المبكر، وأظهرت دراسة أجرتها جامعة نوتنجهام البريطانية، أن البالغين ليسوا مطلعين كفاية على أعراض المرض، ما يجعل الكشف المبكر عنه لدى الأطفال أكثر صعوبة.
وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها أكدت الحاجة إلى حملة تثقيفية حول علامات الإصابة بسرطانات الأطفال، وأضافوا: "علينا أن نركز على الوعي كإستراتيجية رئيسة لتشخيص المرض، إلا أن هناك القليل من التركيز على سرطانات الأطفال".
وتؤكد الدراسة أن معرفة العلامات يمكن أن تكون مفتاحًا لاكتشاف الحالات مبكرًا وتعافيها كليًا، وأضاف الباحثون: "يجب أن تصل هذه الحقائق إلى الناس، فعادة ما يربط الآباء والأمهات الأعراض الواضحة للسرطان بأمراض الطفولة الشائعة الأخرى، مما يؤخر العلاج".
ومن بين الأعراض المحتملة والشائعة لسرطانات الأطفال التي شملتها الدراسة:
- وجود كتل في الثدي أو الحوض أو الخصية
- تأخر البلوغ أو النمو
- دم في البول أو البراز
- تغير في الشامات
- فقدان الوزن
- الصداع الشديد والمتكرر
- القيء المستمر
وأظهرت نتائج الدراسة أن أقل من نصف البالغين فقط كانوا على علم بأن وجود كتل أو تورم في الحوض أو الثدي أو الخصية يعد من الأعراض المحتملة لسرطان الأطفال، كما لم يتعرف معظمهم على أهم أعراضه المبكرة، وهو تأخر سن البلوغ.
وقلة من العينة أظهرت معرفتها بإحدى أهم علامات المرض لدى الأطفال الأصغر سنًا، وهي تأخر النمو الذي يترافق مع تأخر القدرة على المشي أو الزحف أو التحكم الحركي باليدين، حيث يدرك 11% فقط من البالغين، أن تلك علامة محتملة على المرض.
ومن بين العلامات الخفية الأخرى لسرطان الأطفال، هي التعافي البطيء بعد الإصابة بكسر العظام، حيث أدرك تلك الحقيقة 14% فقط ممن شملهم الاستطلاع.
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأعراض ممكن أن تكون ناجمة عن عدد من الحالات والأمراض الأقل خطورة أيضًا، لذا من الضروري إجراء الفحوصات اللازمة لنفي الخطورة.
ويعد سرطان الأطفال السبب الرئيس للوفاة بين الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 12 شهرًا في المملكة المتحدة، وسببًا رئيسًا للإعاقة المكتسبة لدى الشباب. أما في الولايات المتحدة، فإن الأرقام أعلى بكثير، حيث يوجد 15000 حالة سرطان بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا كل عام.
وتتراوح نسبة النجاة بحسب نوع المرض، إلا أنه بشكل عام، يظل 84% من الأطفال المصابين بالمرض على قيد الحياة بعد 5 سنوات من تشخيصهم.