كشفت الدكتورة هايدي العسكري -الأخصائية في مجال اضطرابات التخاطب، أن الأطفال أثناء تعلمهم اللغة العربية يكتسبون صيغتين من هذه اللغة خلال مراحل نموّهم.
وأثناء إلقائها إحدى محاضرات التربية التي تنظمها مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان بعنوان ’أساسيات تعلّم اللغة: كيف تساعد طفلك على تعلم عدة لغات‘، كشفت الدكتورة العسكري أن الصيغة أو اللهجة العامية للغة العربية التي نتحدث بها مع الأصدقاء والأهل، تختلف عن الصيغة أو اللهجة الفصحى التي هي فعلياً الصيغة الرسمية للغة العربية والمعتمدة في التعليم.
العربية بصيغتين!
وأوضحت الدكتورة العسكري أن الصيغة العامية للغة العربية التي يتخاطب بها الأطفال في المنزل هي الشكل المعتاد؛ بينما تعد الصيغة الفصحى التي يتم تدريسها في المدارس أو في دور الحضانة أقرب لنموذج شكسبير. ويكتسب الأطفال مهارة التحدث بصيغتين مختلفتين للغة العربية من خلال السياقات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية في السنوات الأولى من حياتهم".
ومع النمو المعرفي المرتبط بتعلم الطفل اللغة العربية بصيغتين مختلفتين، يكون الأمر مشابهاً لتعلمه لغتين مختلفتين كالإنجليزية والصينية (الماندرين) أو الفرنسية والإسبانية. وقد حثت الدكتورة العسكري الوالدين ومقدمي الرعاية على فهم الجوانب الداخلية لهذه العملية.
التفاعل المستمر
وأضافت العسكري: "لضمان أكبر قدر من مساعدة الوالدين لأبنائهم، يتوجب عليهما التحلّي بالصبر، والقدرة على تكرار المعلومة والثبات في أسلوب التواصل نظراً للأهمية القصوى التي تحتلها مرحلة الاختبار في عملية التطور اللغوي لأي طفل؛ حيث يتعلم الأطفال من خلال التفاعل المستمر. وهذا هو الحال بصفةٍ خاصة مع اكتساب وتعلم اللغة العربية والتي تعتبر لغة غنية جداً".
وبالإعتماد على أحدث الأبحاث المرتبطة بتنمية الطفل، قدمت لجنة معرفية مكونة من مجموعة من الخبراء منهم آمنة اليحال، نائبة مدير روضة ’أطفال أبوظبي‘؛ وبريدجت ايرتل، مؤسسة ومديرة حضانة حديقة الأطفال، دبي والدكتورة العسكري معلوماتٍ ونصائح عملية لدعم تطور اللغة لدى الأطفال الصغار. كما أجابت هذه اللجنة على جميع الأسئلة ذات الصلة باكتساب اللغة في وقتٍ مبكر، وتعلّم لغات متعددة وتحديد ما إذا كان الطفل يسير على الخطى الصحيحة في اكتساب اللغة أم أنه متأخر في التعلّم.