من منطلق الوعي البيئي والمناخي، ومن الزهرة التي ترمز للوعي، انبثقت مجموعة ربيع وصيف 2024 من كلوي Chloé، وهي آخر تصاميم مديرة الدار الإبداعية غابرييلا هيرست التي تغادر الدار، وتعبر من خلالها عن قوة العمل الفردي كشكل من أشكال الدعوة البيئية. وترى المصممة أنه إذا خدم كل شخص الكوكب والطبيعة الأم بشكل مستقل، فسنكون بشكل جماعي قوة أقوى للتغيير الإيجابي.
شاهدنا عرضاً جميلاً بكل ما للكلمة من معنى، وتركزت التصاميم على الصور الظلية المستوحاة من النباتات، لا سيما وأن الترجمة الحرفية لكلمة "Chloé" باللغة اليونانية هي "البراعم الخضراء الشابة"، وتبلور ذلك في لوحة الألوان التي تمثل الوضوح، مع رشقات نارية من القطيفة والمرجان والفضة لمزيدٍ من الضوء.
تحاكي التصاميم الزهور الأنبوبية المغلفة لزنبق كالا، وتبرز في الخطوط المنحنية للتنورة الملفوفة والفستان باللون الأسود الجلد، بالإضافة إلى فتحة السحاب المتموجة بلطف لسترة راكبي الدراجات النارية الجلدية ومعطف الترنشكوت.
وتنعكس أيضاً الأشكال الزهرية لزهرة الأوركيد في الدرزات الدقيقة والمنحنية، والفتحات، والأكمام البالونية، وخطوط العنق الواسعة في الفساتين المصنوعة من الجلد المعدني والصوف.
أطوال من صوف كريب الجيرسيه تنساب بغزارة من خلال "بكلات السيراميك" مثل نبات الجهنمية bougainvillaea، لتحيط بالجسم وتشكل فستاناً قصيراً بعفوية شجرة الكرمة.
وتتابع التصاميم استكشافها لجمال الهندسة المقدسة للزهور، فنرى فستاناً أبيض بدون حمالات ينفتح إلى خيوط من الترتر وأهدابًا من الصوف تشبه الجذور، فستان آخر بياقة مدورة بلا أكمام مزين مع الآلاف من حبات البوق المتلألئة؛ وفستان بجزء علوي من الجلد المعماري وتنورة من الشاش الصوفي المجمّع يمزج بين البنية والنسيج، وتم إدخال الأكمام "البتلة" ذات الثنيات الناعمة في الخياطة الواضحة.
هذا غيض من فيض مما احتواه عرض كلوي المفعم بالبراعة والأنوثة، والوداعي للمصممة غابرييلا، والذي اختتم بالترحيب بأعضاء مدرسة مانغيرا الرائدة في ريو دي جانيرو للسامبا في باريس، باعتبارها أول مدرسة سامبا توفر مساحة للنساء للمشاركة وتجسد بالتالي هدف كلوي الداعم للنساء. وقدمت مجموعة من الموسيقيين والراقصين والمغنين أداء حرض الجميع على الرقص بمن فيهم غابرييلا.