"سميت القاعدة على اسم عالم الاقتصاد الإيطالي، فيلفريدو باريتو، وهي مستوحاة من مبدأ باريتو الذي يقول إن 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب".
لو كنت ما زلت في مقتبل حياتك العاطفية، ولم تمري بتجارب سابقة، فربما تودين معرفة أفضل الطرق التي تتيح لك الدخول في علاقة صحية بعيدا عن أي منغصات أو مشاكل.
الحقيقة أن العلاقات العاطفية تحظى بطبيعة خاصة ويجب التعامل معها بحذر حتى لا تكون النهاية محبطة أو مؤلمة. ولهذا ينصح الخبراء بضرورة التريث واستكشاف الطرف الآخر جيدا ومحاولة الدخول في العلاقة على أساس سليم، لتفادي أي سيناريوهات لا داعي لها، ومنع تكرار أي أخطاء كان لها تأثيرها السلبي بشكل أو بآخر.
ومن ضمن الإستراتيجيات التي بدأ يرشحها الخبراء أخيرا تلك التي تعرف بـ"قاعدة الـ 80/20"، ونلقي الضوء في السطور التالية على تعريفها، مغزاها وكيفية الاستفادة منها.
ما هي قاعدة الـ 80/20؟
سميت القاعدة على اسم عالم الاقتصاد الإيطالي، فيلفريدو باريتو، وهي مستوحاة من مبدأ باريتو الذي يقول إن 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب. أو بمعنى آخر أنه لا بد من توجيه 80% من طاقتنا صوب تحديد أهداف طويلة المدى، وتخصيص الـ 20% المتبقية للتعامل مع العقبات التي تعترض طريقنا، أي تمضية وقت أقل في التركيز على الأشياء غير المجدية وقضاء وقت أطول في محاولة تعظيم الأشياء المجدية.
وحظيت القاعدة برواج خلال السنوات القليلة الماضية كصيحة رائجة في مجال التغذية، مع قيام عارضات مثل ميراندا كير وغيزيل بوندشن باتباع حمية غذائية متوازنة 80% من الوقت، والسماح لأنفسهن بالخروج عن تلك الحمية 20% من الوقت.
ومع هذا فإنها كانت تستخدم بشكل أساسي قبل ذلك كأداة لقياس الإنتاجية؛ إذ كان يستعين بها الاقتصاديون لتحقيق أقصى قدر من الأرباح بأقل جهد. وفي كلتا الحالتين، ما يجب معرفته أنه يمكن تطبيق القاعدة على أي سيناريو تريدين الوصول من خلاله لنتائج.
كيف يمكنك استخدام قاعدة الـ 80/20 في حياتك العاطفية؟
بالعودة لموضوعنا الرئيسي المتعلق بكيفية استخدام تلك القاعدة في الأمور العاطفية، خاصة في بداية العلاقات، فإن الخبراء يرون أنه وبدلا من انخراطك مباشرة في أي علاقة، دون سابق معرفة أو تخطيط، يجب أن تتحلي بالهدوء وتتركي المساحة للطرف الآخر كي يعرض ما الذي يمكنه أن يقدمه لك، ويجب أن تمنحيه المساحة الكافية لذلك 80% من الوقت، وبالتالي إن لم يقنعك أو لم تشعري معه بالراحة، فإنه وطبقا لقاعدة الـ 80/20 فلن يكون الخيار الأنسب بالنسبة لك، وربما لا يكون الشخص الذي يستحق قلبك.
ما الوقت المناسبة لتجربة تلك القاعدة؟
يجب أن تعلمي أن تلك القاعدة توفر عليك الكثير وتساعدك على استيضاح واستكشاف العلاقة بشكل مبكر. والنصيحة هنا هي أن تسمحي للطرف الآخر بأن يأخذ الخطوة الأولى 80 % من الوقت وتبادرين أنت الـ 20% المتبقية، فهذه طريقة جيدة لتمنحي نفسك استراحة ذهنية، علما بأن الطرف الآخر لن يفرط فيك، لو كان جادا فعلا في العلاقة.
ما الذي يمكن أن تظهره لك قاعدة الـ 80/20؟
تلك القاعدة باختصار ليست لعبة قط وفأر، ولا تدور حول أعراف قديمة بخصوص اضطرار المرأة لرجل يحبها، بل إنها تتمحور حول فكرة الجدية في العواطف، بمعنى أنها تساعدك على استكشاف العلاقة بمراقبة مدى جدية الطرف الآخر والتعرف على حقيقة نواياه وما الذي يكنه تجاهك من مشاعر تثبت جديته واعتزامه فعلا المواصلة للنهاية.