تعد مشكلة الحبوب الفطرية من الحالات الجلدية التي تنتج عن فرط نمو خميرة تسمى "الملاسيزية". وتوجد تلك الخميرة الفطرية بشكل طبيعي على البشرة، ومع هذا، فإنها حين تعلق بداخل بصيلات الشعر، فإنها من الممكن أن تؤدي في الأخير لظهور بثور.
وبينما تعد الحبوب الفطرية والأخرى العادية حالتين منفصلتين، لكن بأعراض متشابهة، فإنهما تنتجان عن عوامل متباينة وتتطلبان طرقا علاجية مختلفة. وأشار باحثون إلى أن الحبوب العادية تنتج عن حدوث فرط في إنتاج الزيوت والبكتريا؛ ما يؤدي لانسداد المسام، ومن ثم زيادة فرص الإصابة ببثور، رؤوس سوداء ورؤوس بيضاء. كما يشيع انتشار تلك الحبوب العادية على الوجه، الصدر، الكتفين وأعلى الظهر.
أما الحبوب الفطرية فتظهر في المقابل على هيئة نتوءات مشابهة للبثور، تكون صغيرة الحجم وحمراء اللون، وغالبا ما تكون مثيرة للحكة، ويمكنها أن تتسبب في حدوث حرقان. وغالبا ما تظهر تلك الحبوب على الذقن، الجبهة، الرقبة وأعلى الذراعين.
هناك عدة عوامل قد تسهم في الإصابة بمشكلة الحبوب الفطرية؛ إذ يمكن للأجواء الرطبة الحارة أن تخلق بيئة مثالية لخميرة الملاسيزية. وتبين، وفق ما ذكره موقع هيلث لاين، أن الحرارة والرطوبة قد يتسببان في حدوث تهيج بالبشرة، وهو ما قد يجعلها أكثر عرضة للإصابات الفطرية. وفي بعض الحالات الأخرى، قد تكون قلة النظافة الشخصية هي السبب وراء تلك المشكلة. فمثلا حال معاودة ارتداء ملابس متسخة، حيث يستمر نمو الفطريات، فإن البشرة تكون أكثر عرضة كذلك للإصابة بالعدوى.
كما أفاد باحثون من كليفلاند كلينك بأن المضادات الحيوية قد تخل أيضا بتوازن البكتريا على الجلد وتخلق بيئة أكثر ملاءمة لنمو خميرة الملاسيزية. وأضاف الباحثون أن تلك المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا الجيدة التي تبقي الخميرة دوما تحت السيطرة.
واتضح بالخصوص نفسه أن الحبوب الفطرية قد تنتج أيضا عن عدة عوامل أخرى من ضمنها كثرة لمس البشرة باليد، تناول بعض الأدوية، قمع الجهاز المناعي، استخدام منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على الزيوت وقد تسد المسام والاستحمام بماء ساخن.
لمنع حدوث مشكلة الحبوب مستقبلا، يوصى بضرورة اتباع أساليب النظافة الشخصية الجيدة التي تعنى بنظافة البشرة والملابس وارتداء ملابس خفيفة، خاصة في الأوقات الحارة.
وإذا لم تحقق لك تلك الطرق النتيجة المرجوة، فيجب عليك في تلك الحالة الرجوع لطبيب جلدية مختص، يكون بمقدوره تشخيص الحالة ووصف الخطة العلاجية المناسبة.
ويمكن عادة لطبيب الجلدية تشخيص الحبوب الفطرية من مظهرها، أعراضها وضعف استجابتها لعلاجات الحبوب العادية. وحتى لو بدت الأعراض متشابهة مع أعراض الحبوب التقليدية، فيبقى بمقدور الطبيب إجراء اختبار كشط للجلد للتأكد من وجود الفطريات ومن ثم التشخيص على أساس سليم، وهو ما يفيد من الناحية العلاجية في الأخير.
ويمكن معالجة تلك الحبوب الفطرية باستخدام أدوية مضادة للفطريات وتعديل نمط الحياة. ويمكن استخدام أدوية موضعية مثل الكريمات أو الشامبوهات المخصصة لهذا الغرض.