هل الاستحمام بماء بارد يفيد في القضاء على الحبوب؟

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
9 فبراير 2023,3:49 ص

بعيدا عن التوصيات المعتادة التي عادة ما نسمعها من الأطباء بخصوص الطرق التي يمكن اتباعها لعلاج مشكلة الحبوب، تظهر من وقت لآخر بعض الأفكار التي تكون خارج الصندوق، وتحظى برواج بين النساء بعد تأكدهن من فعاليتها وجدوى استخدامها.

ومع هذا، فإنه يبقى من الضروري الرجوع لأطباء الجلدية المتخصصين قبل تجربة أي فكرة علاجية يتم تداولها عبر الإنترنت، لضمان عدم التعرض لتبعات أو تداعيات لا حاجة لها.

ولعل واحدة من أحدث أفكار الصيحات العلاجية لمشكلة الحبوب التي بدأت في الانتشار أخيرا على السوشال ميديا هي التي تتحدث عن معالجة الحبوب بالاستحمام بالماء البارد.

إذ توجد فيديوهات يزيد إجمالي عدد مشاهداتها على الـ 100 مليون على تيك توك نتيجة لتفاعل كثيرات مع تلك الفكرة ورغبتهن في تجربتها واستكشاف مدى فعاليتها وجدواها.

وللتأكد من تلك الصيحة الجديدة، قامت مواقع طبية متخصصة في الرجوع لأطباء جلدية بارزين كي يعرفوا منهم حقيقة الأمر، وما إن كانت تلك الصيحة الجديدة فعالة أم لا.

أساسيات الاستحمام بالماء البارد لعلاج الحبوب





الفيديوهات المتداولة على السوشال ميديا لا تتحدث فحسب عن جدوى الاستحمام بالماء البارد لعلاج الحبوب، بل تتناول مزاياها المختلفة وما تملكه من فوائد صحية عديدة.

ولعل أبرز ما يقال عن تلك الطريقة هو أن الماء البارد يمكنه معالجة الحبوب عبر تقليل إفراز الزيوت وإبطاء تفشي الحبوب. وعلقت هنا طبيبة الجلدية، جيتا ياداف، بقولها "هذا الادعاء منطقي. فالزيوت لا تتدفق بسهولة حين تكون الأجواء باردة، والحقيقة أن المياه الباردة تحد من التأثيرات الالتهابية للحبوب، التي تكون مصدرا للإزعاج".

ناهيك عن أنه يُفضَّل غالبا تنظيف الوجه بالماء البارد عن الماء الساخن، الذي قد يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، يضر بحاجز البشرة وربما يتسبب في هياج البثور الموجودة.

ومع ذلك، فإن الأمر ليس بهذه البساطة حقا، إذ لا يجب أخذ كل ما يُنشَر على السوشال ميديا بمحمل الجد، خاصة وأنها تبدو أفكارا عملية وذات فعالية من الناحية الظاهرية. والأفضل هو تحري الدقة دوما قبيل الإقدام على تجربة أي شيء جديد تجنبا لأي تداعيات.

هل الاستحمام بالماء البارد يفيد فعلا في علاج مشكلة الحبوب؟





ربما يمكن للاستحمام البارد أن يساعد على علاج مشكلة الحبوب، لكنه بالتأكيد ليس علاجا سحريا شاملا كما يتم الترويج له عبر الإنترنت. وما يحدث أن درجات الحرارة الباردة تؤدي لتضييق الأوعية الدموية؛ ما يقلل من التورم، الالتهاب والاحمرار عموما.

وقالت طبيبة الجلدية المعتمدة، ماريسا جارشيك، إن كل هذه الأشياء ترتبط بمشكلة الحبوب، لكنها ليست بمفردها، إذ إن إفراز الزيت المفرط، انسداد المسام والبكتيريا من ضمن العوامل التي تلعب دورا رئيسيا في حدوث مشكلة الحبوب. والفكرة هي أن روتين العناية الفعال بالبشرة المعرضة للإصابة بالحبوب يتطلب ما هو أكثر من الاستحمام بالماء البارد، وذلك نظرا لوجود العديد من العوامل وتعدد محاور النهج العلاجي.

وتابعت ماريسا بقولها إن الأمر يتطلب تنظيفا مناسبا، استخدام المكونات المناسبة للعناية بالبشرة باستمرار، تجنب المنتجات التي تتسبب في حدوث انسداد بالمسام، تغذية حاجز البشرة الصحي، إدخال تغييرات صحية على نمط الحياة، تقليل التقلبات الهرمونية، وفي بعض الحالات، الحد من الأدوية الموضعية أو الأدوية التي تؤخذ عبر الفم.

وعاودت دكتور جيتا ياداف لتحذر أيضا من احتمال أن يتسبب الماء البارد في حدوث تأثيرات عكسية، قد تؤول إلى حد تفاقم مشكلة الحبوب، وذلك لأن الماء البارد ليس فعالا حين يتعلق الأمر بإزالة الزيوت والأوساخ التي قد تسد المسام من على سطح البشرة.

كما نوهت دكتور ماريسا إلى أن الماء المثلج (فائق البرودة) ليس مثاليا بشكل عام للبشرة، سواء على الوجه أو بأي مكان آخر، لأنه قد يضر بحاجز البشرة ويُسبِّب احمرارا.

فوائد الماء البارد للحبوب





بالرغم من المخاطر المحتملة، لكن تبقى بعض الفوائد المهمة التي يمكن أن تعود عليك من غسل وجهك و/أو جسمك بالماء البارد لو كان بمقدور بشرتك تحملها. وتلك الفوائد غالبا ما تكون مؤقتة؛ إذ تمتد تأثيراتها على مدار عدة ساعات فقط، ومن أبرزها:

- تحسين الدورة الدموية.

- تحسين مظهر البشرة وتعزيز وهجها وبريقها.

- زيادة درجة اليقظة والتجهز لاستقبال اليوم.

google-banner
foochia-logo