لا شك أن آلام المفاصل من المشكلات التي تؤرق كثيرين، سواء كانت ناتجة عن إصابة رياضية أو عن مشكلة التهاب المفاصل؛ إذ تكون مبرحة، ويصعب في الغالب تحملها.
وبينما يمكن للبقاء في حوض استحمام أو استخدام مضادات التهاب أن يساعدا في تخفيف الألم، لكن ثبت أن النشاط البدني قد يساعد أيضا في إرخاء المفاصل لتخفيف الآلام.
وقال باحثون من مايو كلينك إنه من الأفضل الاستعانة بتمارين تعنى بتحسين القوة ونطاق الحركة دون رفع معدل نبض القلب بشكل كبير، وهو ما يمكنك تحقيقه برياضة اليوغا المائية، التي تسهم بفعالية، وفق ما أكده الباحثون، في تحقيق الهدف المنشود بسلاسة.
اليوغا المائية هي ممارسات لحركات اليوغا، الأعمال التنفسية أو الحركات التأملية أثناء التواجد في الماء. ولأن الجسم يكون طافيا أكثر في الماء، فإن اليوغا المائية تحد من القوة التي تضغط على المفاصل. وهو ما يفسر السبب وراء كونها مثالية للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، السمنة، مشاكل كثافة العظام أو مشاكل الحركة.
والحقيقة أنه يمكن للمبتدئين في مجال اللياقة البدنية، الأشخاص كبار السن وكذلك النساء الحوامل أن يستفيدوا بشكل كبير من تلك اليوغا منخفضة التأثير في عديد الجوانب.
أولا يجب معرفة أن هذا النوع من اليوغا يُمَارَس في حوض سباحة ضحل، حيث يكون الجسم مغطى بالماء بنسبة 50 % على الأقل. وهو ما يسمح لك بتثبيت قدميك على السطح السفلي للمسبح. وسيُطلَب منك خلال ممارسة تلك اليوغا أن يكون رأسك فوق مستوى سطح الماء أحيانا، وسيُطلب منك في أحيان أخرى إنزالها لتحبسي أنفاسك تحت الماء.
وبطبيعة الحال، سيكون برفقتك المدرب المتخصص الذي سينوع لك الحركات المناسبة لك كمبتدئة أو حتى كمتمرسة لضمان تحقيق أقصى استفادة من تلك التمارين المائية المميزة.
أكد الباحثون أن للتمارين المائية فعاليتها الخاصة، وأن اليوغا المائية على سبيل المثال تساعد في تحسين المرونة، الاتزان والسيطرة على مستويات التوتر. فضلا عن أن الماء يمكن أن يوفر مقاومة جيدة لتتمكني من تحسين قوتك ووضعية جسمك مع تقليل الضغط على المفاصل، ومن ثم الحد من الآلام التي تطال تلك المنطقة وتثير الانزعاج.
وقال باحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن إنه من المهم تدريب المفاصل حتى لو لم تكن لديك الرغبة في الحركة. فبدون التمارين، ستضعف العضلات والمفاصل وستفقد نطاق حركتها؛ ما يزيد من تصلب تلك المناطق ويزيد من الشعور بالألم في نهاية المطاف.
وختم الباحثون بقولهم إن نقع الجسم في ماء دافئ يساعد على استرخاء العضلات ويجهزها بالقدر الكافي لممارسة التمارين الرياضية. والفكرة هي أن قابلية الطفو ومقاومة الماء من العوامل التي سيكون لها دور كبير في ممارسة التمارين بسهولة وأريحية.