هل يفيد الكولاجين فعلا في تعزيز نمو الشعر؟

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
1 فبراير 2023,3:03 م

لعل أكثر ما يأخذ من تفكير المرأة حين يتعلق الأمر بجمالها هو اهتمامها بصحة شعرها من أجل الحفاظ على مظهرها وجمالها أطول فترة ممكنة. وتبحث النساء دوما عن كل ما هو جديد من مكملات أو وسائل تفيد في تعزيز نمو الخصل وحمايتها من التقصف.
وبدأ يكثر الحديث مؤخرًا عن مكملات الكولاجين لفعاليتها كما يقال في تحسين نمو الشعر، مما أثار بعض الجدل حول ما إن كان الكولاجين مفيدا بالفعل بهذا الخصوص أم لا.
وربما ما ساهم في رواج الكولاجين كعلاج مفيد لتعزيز نمو الشعر هو الترويج له من قبل بعض النجمات الشهيرات، مثل جينفر آنيستون وكورتني كارداشيان، ومع هذا، يبقى للباحثين والخبراء رأيهم في هذا العلاج من الناحية العلمية، بعيدا عن الدعاية الحاصلة.
وردا على الاستفسارات المتزايدة التي تتساءل عن جدوى الكولاجين في تعزيز نمو الشعر، أوضح سانجاي باترا، الطبيب الحاصل على دكتوراه في الطب التجديدي وخبير تساقط الشعر، أن تناول مكملات الكولاجين من الممكن أن يساعد بالفعل على تعزيز نمو الشعر، من خلال إمداده الجسم بمجموعة أحماض أمينية أساسية لا يمكنه إنتاجها بمفرده.
وقال باترا إن الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في الجسم، كما أنه اللبنة الأساسية لصحة العظام، البشرة، العضلات، الأربطة والأوتار. بينما يشكل الكيراتين الجزء الأكبر من الشعر، الجلد والأظافر. ومع هذا، لا يزال للكولاجين دور مهم في تحسين صحة الشعر.

ما العلاقة بين نمو الشعر والكولاجين؟





أوضح باترا أن دور الكولاجين في الشعر يتركز بشكل أساسي تحت الفروة، مؤكدا أن إضافة الكولاجين قد تزيد نشاط الخلايا التي تعرف بـ "الأرومات الليفية" في الجلد، والتي ترسل إشارات للخلايا الموجودة في قاعدة بصيلات الشعر المسؤولة عن تكوين شعر جديد.
وتابع بقوله إن ذلك قد يؤدي لنمو الشعر، لكنه حذر بنفس الوقت من أن الإفراط في تحفيز الخلايا الليفية يمكن أن يؤدي في الواقع إلى تحفيز الخلايا الموجودة في قاعدة بصيلات الشعر للتوقف عن تكوين الشعر. كما نبه باترا إلى أن مستويات الكولاجين تتراجع مع تقدم الأشخاص في السن، وأن هذا التراجع عادة ما يبدأ في سن الـ 30 تقريبا.
وواصل باترا بقوله "مكملات الكولاجين قد تكون مجدية بالنسبة لنمو الشعر، لكن السبب وراء ذلك قد لا يكون بتلك الطريقة الواضحة التي يتم تصورها. فالكولاجين الذي يتم تناوله لا يضاف فحسب للكولاجين الموجود بالجسم، بل إن الجسم يقوم بدلا من ذلك بتكسير الكولاجين أثناء عملية الهضم. والأكثر من ذلك أنه حين يقوم الجسم بهضم الكولاجين، فإن العملية تنتج الكثير من شظايا نوع من الببتيدات يعرف ب GHK".
ثم تتجمع تلك الشظايا مع النحاس الموجود في الجسم لتكوين عنصر يعرف ب GHK-Cu، المعروف بدوره في عالم تساقط الشعر، بدخوله في تصنيع الأمصال، واستخدامه في صورة حقن، وتناوله على هيئة مكملات غذائية لكثير من منتجات الشعر.
وبخلاف ذلك، فإن هضم الكولاجين يسفر عن أحماض أمينية تعرف بـ "لايسين"، "هيستيدين" و"أرجينين"، وهي الأحماض التي ثبت بحثيا أنها تدعم نمو الشعر من جديد.

كيف تختارين أفضل كولاجين لتعزيز نمو شعرك؟


لو قررت البدء في تناول الكولاجين لتعزيز نمو شعرك وتجديد حيويته، فلك أن تعلمي أن هناك الكثير من أنواع الكولاجين التي يمكنك المفاضلة بينها. وهناك بعض المكملات تحتوي على كولاجين كامل، والبعض الآخر يحتوي على كولاجين متحلل، وهو النوع الأفضل، لأن الإنزيمات المتخصصة تستخدم لتكسير الكولاجين وتحويلها إلى أحماض أمينية وببتيدات، وهي الأجزاء أو الشظايا التي يمكن أن يتم امتصاصها في مجرى الدم. مع العلم أن تلك الإنزيمات الخاصة قد تقوم بتكسير سلاسل الأحماض الأمينية في المكان المناسب بغرض إنشاء ببتيدات نشطة بيولوجيا وذات صلة بصحة الإنسان.
وكذلك يمكنك المفاضلة بين الكولاجين الحيواني والكولاجين النباتي، وإن كان النباتي هو النوع الأفضل حال اتباعك نظاما غذائيا نباتيا، علما بأن للنوع الحيواني مزاياه أيضا.
وخلاصة القول هي أن تناول الكولاجين قد يفيد بالفعل في تعزيز نمو الشعر، خاصة لو أنك لا تحصلين على قدر كاف من البروتين من النظام الغذائي الذي تداومين عليه يوميا.
google-banner
foochia-logo