لِمَ يفقد معظم المواليد الجدد أوزانهم بعد الولادة؟

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
29 يناير 2023,5:45 ص

من ضمن أسباب حالة الانزعاج التي تشعر بها المرأة في الثلث الأخير من الحمل هو زيادة وزن الجنين خلال نموه في الرحم؛ إذ إنه مع وصول الحمل للأسبوع الـ32، قد يزداد وزن الطفل لما هو أكثر من 1.8 كيلو جرام ويصل طوله إلى 17 بوصة ويستمر جسمه في اكتساب الدهون حتى موعد الولادة.

والحقيقة أن وزن الطفل لا يتباطأ أو يتوقف عند هذا الحد، بل إنه عند وصول الحمل للأسبوع الـ36، فإن وزن الطفل قد يزداد بحوالي كيلو ونصف.  وبمجرد اكتمال أشهر الحمل، عند حوالي الأسبوع الـ38، يكون وزن الجنين ما بين 3.15 إلى 4.5 كيلو جرام، ويصل طوله في المتوسط لـ20 بوصة.

ولو تتساءلين كم سيكون وزن طفلك عند الولادة، فلك أن تعلمي أن هناك الكثير من العوامل التي تساهم في تحديد وزنه بعد الولادة. وأول هذه العوامل هو عمر الحمل، الذي ولد فيه الطفل، إلى جانب عوامل مثل الوراثة، الجنس (لأن الصبية يكونون أكثر في الوزن من البنات)، بعض المشكلات الصحية أثناء الحمل مثل السكري والسمنة، وجود عيوب خلقية ونظام المرأة الغذائي.

وبغض النظر عن وزن الطفل وقت الولادة، فإن الملاحظ هو أن معظم المواليد الجدد ينتهي بهم الحال في الأخير إلى خسارة بعض من وزنهم في الفترة التي تعقب ولادتهم، وهو ما نوضح أسبابه في السطور التالية.

هل فقدان المواليد الجدد أوزانهم بعد الولادة شيء مقلق؟





أوضح باحثون أن المواليد الجدد يفقدون في الأخير ما بين 7 إلى 10 % من إجمالي أوزانهم عند الولادة في الأيام الأولى بعد ولادتهم، لعدة أسباب من ضمنها فقدان السوائل.

وأضافوا أن هناك عدة تغيرات يجب أن تحدث عند ولادة الطفل، مثل الحاجة لتنظيم درجة حرارة جسمه، استخدام رئتيه في التنفس وإنشاء مستويات متوازنة من السوائل.

وكل هذه المهام تتطلب طاقة إضافية في صورة سعرات حرارية من الطعام. ولحسن الحظ أنه بمجرد إنشاء أنماط تغذية مناسبة، فإن الطفل يسترد الوزن المفقود خلال أسبوعين.

ورغم أن نمو الطفل قد يتأرجح لبعض الوقت بعد الولادة، إلا أن باحثين من مايو كلينك أكدوا أن معظمهم سيستردون حوالي 0.45 جرام يوميا خلال أول أربعة أشهر من حياتهم.

ثم يتغير الوزن من الشهر الرابع للشهر السادس، باكتساب الطفل حوالي 0.31 جرام، ثم يتراجع مرة أخرى في سن الـ6 أشهر ليصل مقدار ما يكتسبه الطفل يوميا حوالي 0.15 جرام.

وبالنسبة للطول، فإن الطفل يزداد طوله بحوالي بوصة في الشهر حتى سن الـ6 أشهر، ومن ثم نصف بوصة شهريا حتى سن السنة. ويبقى الشيء الأهم هو أن يتبع الطفل مسار نموه الفريد، بغض النظر عن مقدار الوزن الذي يكتسبه خلال السنة الأولى.

ماذا يحدث لو وُلِدَ الطفل بوزن منخفض أو وزن زائد عند الولادة؟





رغم عدم وجود ما يضمن أن الطفل الذي يولد بوزن منخفض سيعاني من متاعب صحية، لكن في العموم هناك بعض المخاطر التي تقترن عادة بانخفاض وزن الطفل عند الولادة، منها مواجهة صعوبات عند الرضاعة أو التنفس، عدم القدرة على مقاومة الالتهابات، اليرقان على المدى القصير، فضلا عن احتمالية التعرض لمشكلات صحية أخرى على المدى البعيد مع التقدم في العمر، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

وكذلك حال وُلِدَ الطفل بوزن زائد، تكون هناك بعض المخاطر التي يجب أن تنتبهي لها، كاحتمال تعرضه حين يكبر لمشكلات من ضمنها انخفاض مستويات السكر في الدم، السمنة أو متلازمة التمثيل الغذائي التي يمكن أن تؤدي بدورها لأمراض القلب والسكري.

ولهذا ينصح الباحثون بأمرين أساسيين، هما خضوع المرأة وجنينها للرعاية المناسبة قبل الولادة، والمتابعة مع طبيب متخصص بعد الولادة تحسبا لحدوث أية مشكلات صحية.

google-banner
foochia-logo