حذرت دراسة نُشِرَت نتائجها أخيرا بالمجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية من أن النساء اللواتي يتعرضن لتسمم الحمل يكُنّ أكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية.
وأشار الباحثون إلى أن تسمم الحمل حالة خطيرة تحدث لدى 8 % من النساء الحوامل حول العالم بعد الأسبوع الـ20 من الحمل عادة.
وأضاف الباحثون أن النساء اللواتي يتعرضن لتسمم الحمل يتعرضن في الغالب لارتفاع بضغط الدم وارتفاع مستويات البروتين في البول؛ ما يشير إلى وجود تلف بالكلى. وغالبا ما تأتي تلك المشكلات مصحوبة بأعراض من ضمنها تشوش الرؤية، الصداع، آلام في منطقة البطن والوذمة.
ومعروف أن ارتفاع ضغط الدم (وهو من علامات تسمم الحمل الرئيسية) يتسم بقدرته على زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وهو ما يفعله بإتلاف وسد الشرايين التي تضخ الدم للقلب وبتضييق الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم والأكسجين.
والجديد في تلك الدراسة هو أن الباحثين الذين قاموا بإجرائها توصلوا لتحديد المدة الزمنية التي قد تُصَاب خلالها المرأة التي تتعرض لتسمم الحمل بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية.
اكتشف الباحثون في تلك الدراسة، التي فحصت بيانات تخص 1.1 مليون امرأة تعرضت لتسمم الحمل بين 1978 و2017، أن النساء اللواتي تعرضن لتسمم الحمل كن أكثر عرضة بمقدار 4 أضعاف للإصابة بالنوبات القلبية خلال 10 أعوام فقط بعد الولادة، وأنهن كن أكثر عرضة بمقدار 3 أضعاف للإصابة بالسكتات الدماغية بالمدة نفسها.
والأكثر من ذلك هو أن هناك نسبة تقدر بـ 2 % من النساء اللواتي تعرضن لتسمم الحمل أصبن بنوبة قلبية أو سكتة دماغية خلال 20 عاما بعد الولادة، مقارنة بـ 1.2 من النساء اللواتي لم يسبق لهن الإصابة بتسمم الحمل، بحسب ما أظهرته نتائج الدراسة.
ونظرا لأن النساء بين سن الـ 30 والـ 39 عاما يكنّ أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات ما بعد الحمل، فقد أوصى الباحثون بأن تُفحَص النساء اللواتي تعرضن لتسمم الحمل في سن الـ 35 أو أكثر.
وأوصوا أيضا بضرورة اتخاذ بعض التدابير الوقائية التي من بينها الحفاظ على وزن ومستوى كولسترول صحي، الامتناع عن التدخين ومراقبة ضغط الدم.