أول سؤال قد تطرحه المرأة عندما تحمل، هو كيف تنام أثناء الحمل؟ ربما قيل لها إنه من الضروري الاستلقاء على جانبك أثناء الحمل، وربما تم تحذيرها من أنها قد تؤذي جنينها إذا هي استلقت على ظهرها. ومثله أسئلة كثيرة، كلف موقع "لايف ساينس" أحد خبرائه في علم صحة الأمومة بأن يعالجها، لتأتي الإجابات التي تريدينها كالتالي:
هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى وجود صلة بين النوم على ظهرك في الثلث الأخير من الحمل ووفاة الجنين في الرحم. فقد خلصت دراسة في نيوزيلندا، إلى أن النوم على الظهر في الثلث الثالث من الحمل مرتبط بزيادة خطر ولادة جنين ميت.
وتوصّل تحليل لجميع الدراسات في جميع أنحاء العالم، حول نوم الأم وولادة جنين ميت، إلى استنتاج مفاده أن هناك صلة بين النوم على الظهر في الثلث الثالث من الحمل وولادة جنين ميت، وأن هذه الحالة يمكن تفاديها إذا نامت المرأة الحامل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل على أحد الجانبين.
قد تبدو هذه النتائج مقلقة للغاية، لكن وفقا لما قالته الدكتورة كيلي ستيتشر، أخصائية أمراض النساء والتوليد، فإنه لا داعي للذعر؛ لأن جسمك سيتكيف بشكل طبيعي مع الوضع الصحيح، وسيجد طرقا ليخبرك بعدم الاستلقاء في وضع يضر بك أو بالجنين.
ربما يجب تجنب النوم على ظهرك، خاصةً في الثلث الأخير، ولكن عادة ما يحدث هذا بشكل طبيعي؛ لأنك لن تشعري بالراحة بالنوم على ظهرك.
فمع تقدم الحمل، سينمو الجنين ويزداد وزنه، وبحلول الثلث الثاني من الحمل، يمكن أن يتسبب وزن الرحم في ظهور أعراض مزعجة إذا استلقيت على ظهرك؛ وذلك لأن الوزن يضغط على الوريد الأجوف، الوعاء الدموي الكبير الذي يعيد الدم إلى قلبك، وقد يجعلك ذلك تشعرين بالغثيان والتعرق والحرارة والدوار.
كما تعاني بعض النساء من زيادة ارتجاع المريء؛ ما يجعل البقاء على ظهرك وضعا متعبا. وبسبب التغيرات في تكوين الجسم، فإن بعض االنساء سيعانين من انقطاع النفس أثناء النوم، وخاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل، ويتفاقم هذا الوضع خلال النوم على ظهرك.
عندما يكبر الجنين، ستجدين أن النوم على ظهرك لم يعد مريحا، ولكن ستجدين أن جسمك يتكيف تلقائيا مع الانزعاج. لا داعي للقلق إذا وجدت نفسك تتقلبين من جنب لآخر، فهذا يحدث لمعظم الحوامل. في مرحلة متقدمة من الحمل، لن تشعري بالراحة بالنوم على ظهرك.
ربما قرأت أنه يجب أن تنامي على الجانب الأيسر بدلا من جانبك الأيمن لسلامة طفلك. وقد تبين الآن أن هذه النصيحة غير ضرورية وأن النوم على الجانب الأيمن والأيسر آمنان بالقدر ذاته.
لكن لأن الكبد على الجانب الأيمن، يشعر الناس في بعض الأحيان بالانزعاج إذا ناموا على الجهة اليمنى. وليس لأن هذا الجانب أفضل للطفل.
تم تصميم وسائد الحمل على شكل U أو C أو V، وهي مصممة لمساعدتك على الشعور بالراحة مع نمو بطنك، على الرغم من أن العديد من الأمهات الحوامل يستخدمن وسادة عادية للحصول على الراحة.
يقول الأطباء إن وضع وسادة تحت البطن المتنامي يمكن أن يزيل الضغط عن الأربطة على جانب الرحم. كما أن وضع وسادة بين ركبتيك يمكن أن يساعد في راحة الورك والركبة وتخفيف الألم في الظهر.
كما ستساعد الوسائد في تخفيف آلام المفاصل أيضا. فمع زيادة حجم الطفل، يزداد التوتر في الأربطة، وتصبح مفاصلك أكثر عرضة للألم مع تقدمك في فترة الحمل. يمكن أن تساعد الوسائد الموضوعة بعناية في تخفيف الضغط عن بعض نقاط الألم هذه.
الأهم هو أن تحاولي الاسترخاء. وأن تكوني لطيفة مع نفسك، لا بأس إذا استلقيت على ظهرك. لا بأس إذا استلقيت على بطنك. فقط حاولي العثور على طريقة لتكوني مرتاحة ونامي على النحو الذي تريدين.