رغم حالة الانزعاج التي يكون عليها الشخص حال تواجده في درجة حرارة منخفضة أو حال خروجه من الحمام في غرفة باردة، إلا أن الجسم يمتلك آلية تجعله يشعر بالدفء.
وعند انخفاض درجة حرارة جسمك الأساسية، فإن الجسم يبدأ في الارتعاش، وهو ما يجعل العضلات تنقبض وتسترخي بسرعة. وأوضح بهذا الخصوص باحثون من جامعة برنستون بالولايات المتحدة أن الرعشة الظاهرة يمكن أن تؤدي لزيادة إنتاج حرارة السطح بنسبة تصل لـ 500%، رغم أن هذا التأثير يستمر فقط لبضع ساعات على الأكثر.
هذا وقد يرتعش الجسم أيضا نتيجة لبعض المشكلات الصحية، التي قد يكون من ضمنها اضطرابات حركية نفسية المنشأ، رعاش مجهول السبب، نقص سكر الدم والتهابات.
وبالإضافة لذلك، قد يلحظ الشخص إصابته برعشة حال وجود حمى، حال شعوره بتوتر أو شعوره بقلق. ونوه الباحثون بأن الرعشة عادة ما تكون ردة فعل طبيعية تحدث بهدف تنظيم الجسم، لكن قد يكون لها فائدة أخرى غير مقصودة، وهي فقدان الوزن.
وهناك بعض الدراسات التي وجدت أن الرعشة يمكن أن تساعد على حرق نوع معين من الدهون، وهو ما نستعرضه بمزيد من التفاصيل والإيضاحات في سياق السطور التالية.
ربما سَمعتِ من قبل أن ارتداء كيس أو بدلة ساونا أثناء ممارسة التمارين هو أمر قد يساعدك على التخلص من أرطال الوزن الزائدة. والفكرة أنه عند حبس حرارة الجسم، يُفرَز المزيد من العرق، وهو ما يقلل من وزن الماء. ومع ذلك، فإنه وبدلا من زيادة درجة الحرارة لفقدان الوزن، فقد تكون الحيلة هي خفض درجة الحرارة عوضا عن ذلك.
ووجدت دراسة نشرت نتائجها بمجلة Cell Metabolismأن الرعشة التي تنتج عن التعرض لأجواء باردة أو درجات حرارة منخفضة تحث على إفراز هرمون إيريسين الذي يحفز خلايا الدهون البيضاء التي تخزن الطاقة لتتصرف كخلايا دهون بنية تحرق الطاقة. واتضح أيضا من الدراسة نفسها أن هذا الهرمون يتم إفرازه أثناء ممارسة التمارين.
وباختصار، وفق ما أوضحه الباحثون، فإن الرعشة يمكن أن تحرق الدهون بنفس طريقة التمارين، لكن هل هذا يعني أنك مطالبة بممارسة التمارين لوقت أطول في الأجواء الباردة؟ -- ليس تماما، وهذا هو رأي الباحث الرئيسي بالدراسة، الدكتور بول لي، الذي أكد بدوره أيضا إنه وبينما قد تكون الرعشة مفيدة في حرق الدهون على المدى القريب، فإنها تضغط على الجسم، وهو ما قد يتسبب في حدوث عواقب صحية سلبية.
وقال آرون سايبس، وهو باحث إكلينيكي في المعهد الوطني لمكافحة السكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، إن الرعشة ترفع ضغط الدم، ما قد يتلف الأوعية الدموية.
ومع هذا، توصل فريق آخر من الباحثين إلى حل بديل، وهو أن التعرض لدرجة حرارة معتدلة (وليست باردة) تفيد أيضا في حرق الدهون أكثر من التعرض لدرجات أكثر دفئا.