توجد كثير من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، ولعل أشهرها بالنسبة لنا هو الموز، ورغم ميل الكثيرين لتناول تلك الأطعمة بشكل متزايد، لكن الحقيقة، وفق تحذيرات الباحثين، هي أن تلك الأطعمة قد تُسبب مشكلات لبعض الناس حال المداومة على تناولها بكميات.
ويعد البوتاسيوم من العناصر الكيميائية الحيوية بالنسبة للحياة الحيوانية والنباتية؛ إذ يدعم التمثيل الضوئي، ينظم الامتصاص والنمو وينقل النبضات الكهروكيميائية عبر الأعصاب والعضلات. كما يدعم امتصاص الجسم للعناصر الغذائية ويخلص الخلايا من النفايات.
ولهذا يشد الباحثون على ضرورة تواجد البوتاسيوم في الجسم بشكل متوازن؛ لأن وجوده بنسبة عالية أو بنسبة منخفضة قد يؤدي إلى عواقب ومشكلات صحية خطيرة. ومع هذا، فإن البوتاسيوم الموجود بالتربة يؤكد لنا إمكانية الحصول عليه من مصادر الغذاء.
وبخلاف الموز، فإن هناك عدة أطعمة أخرى غنية بالبوتاسيوم مثل المشمش، الزبيب، البطاطس، الكوسة، السبانخ، البروكلي، البرتقال وأنواع أخرى من الفواكه والخضراوات، إلى جانب إمكانية الحصول على البوتاسيوم من سمك السلمون والدجاج.
واعتبر باحثون أن نقص حصول الجسم على قدر كاف من البوتاسيوم هو عرض مرضي أطلقوا عليه "نقص بوتاسيوم الدم"، مؤكدين أنه يشكل خطرا على الصحة العامة؛ لأنه قد يؤدي لمشكلات صحية خطيرة، كما ارتفاع ضغط الدم وتكون حصى على الكلى. مع العلم بالوقت نفسه أن تناوله بكميات كبيرة قد يؤدي أيضا إلى عواقب وخيمة.
رغم عدم حصول بعضهم على القدر الكافي من البوتاسيوم من الأطعمة التي يتناولونها، لكن في المقابل، هناك أناس آخرون أكثر عرضة لوجود هذا العنصر بأجسامهم بكميات كبيرة، علما بأن المستوى المتوسط للبوتاسيوم في الجسم لابد أن يتراوح ما بين 3.5 ـ 5 مليمول لكل لتر. ولهذا حين تصل نسبة البوتاسيوم في الجسم إلى 5.5 مليمول، فحينها يصاب الشخص بارتفاع في نسبة البوتاسيوم أو ما يعرف بـ "فرط بوتاسيوم الدم".
أما في حال وصول النسبة إلى 6.5 أو أكثر، فهذا يعني أن الأمر صار بالغ الخطورة، وأنه قد يؤدي لتعرض القلب لمشكلات خطيرة، طبقا لتحذيرات الأطباء في كليفلاند كلينك.
وأشار الأطباء إلى أنه يمكن بكل سهولة معرفة ما إن كانت هناك إصابة بـ"فرط بوتاسيوم الدم" وذلك من خلال اختبار دم بسيط، يعرف بـ "اختبار البوتاسيوم في الدم".
وفي المقابل، أكد باحثون أن النظام الغذائي منخفض البوتاسيوم قد يساعد في تقليل مخاطر زيادة العبء على الكلى لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة مثل السكري من النوع الأول، أمراض القلب، أمراض الكبد، أمراض الكلى والغدة الدرقية.
وقال الباحثون إن الكمية التي يوصى بها لهؤلاء الأشخاص المعرضين للخطر لا يجب أن تزيد يوميا عن 2000 ملي غرام للتأكد من بقاء مستويات البوتاسيوم في إطارها الصحي.
وختم الباحثون بقولهم إن اتباع النظام الغذائي منخفض البوتاسيوم للمساعدة في تقليل الآثار السلبية لمستويات البوتاسيوم المرتفعة لا يعني أنك مطالبة بتقديم الكثير من التضحيات، إذ توجد وفرة من الفواكه، الخضراوات، البروتينات والكربوهيدرات منخفضة البوتاسيوم التي يمكنك تناولها والاستمتاع بها دون حدوث مشكلات من أي نوع.