من المعروف أن هرمون الأنوثة الأساسي "الاستروجين" يلعب دورا مهما في الحفاظ على الصحة العامة للمرأة. فهو من ناحية ينظم الدورة الشهرية، ومن ناحية أخرى يحظى بتأثيرات أيضا على وظائف القلب والأوعية الدموية، نمو العظام وعمليات تدفق الدم.
وعلاوة على ذلك، فهو يدعم الوظائف الإنجابية ويعطي المرأة خصائصها الأنثوية، كما أن مستوياته تزداد أثناء الإباضة وتبدأ في التراجع والانخفاض مجددا قبل انقطاع الطمث.
ولفت باحثون إلى أن هرمون الاستروجين يعمل أثناء أشهر الحمل على دعم نمو الجنين وتهيئة المرأة جسمانيا لعملية الرضاعة الطبيعية. كما يعمل في الوقت ذاته على تحفيز إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يخفف الألم والتوتر أثناء مرحلة المخاض.
وبينما تستخدم مكملات الاستروجين المختلفة في أغراض متنوعة من ضمنها معالجة الهبات الساخنة، جفاف المهبل، فقدان العظام، سلس البول أو غيرها من المشاكل الصحية، فإنها قد توصف أيضا للحوامل أو النساء اللواتي يسعين للحمل بهدف المساعدة في منع فقدان الحمل وتقليل حالات الوفاة التي تحدث لبعض الرضع عند الولادة.
لكن بالرغم من ذلك، فقد ثبت أيضا أن تلك المكملات ربما تنطوي على بعض المخاطر التي يجب الانتباه إليها، سواء كانت المرأة حاملا أم لا، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.
علاج الاستروجين قد يعرض الحامل وجنينها للخطر
مكملات الاستروجين ليست آمنة تماما كما معظم الأدوية. فمثلا سبق أن وجدت دراسة نشرت نتائجها عام 1999 في المجلة البريطانية لبحوث السرطان أن الأطفال الذين يولدون لأمهات سبق لهن تناول الاستروجين أثناء الحمل كانوا أكثر عرضة للإصابة بتشوهات.
كما حذر باحثون من مايو كلينك أن سائر أشكال منتجات الاستروجين، مثل جل الإستراديول، الحلقات واللوالب، من الممكن أن تلحق الضرر بالأجنة خلال فترة الحمل.
فضلا عن توصل دراسات أخرى إلى نتائج تؤكد أن مثل هذه المنتجات قد ترتبط أيضا بالتغيرات التي تطرأ على السلوكيات والبلوغ المبكر. فيما نوهت طبيبة النساء والتوليد، كاسي دوربن، إلى أن دواء الإستراديول الهرموني قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الرحم، وهو ما جعلها توصي بعدم استخدام مثل هذه الأدوية خلال أشهر فترة الحمل.
وأخيرا ثبت كذلك أن النساء اللاتي يتناولن أدوية كهذا يتعرضن لردود فعل تحسسية وآثار جانبية خطرة مثل السكتات الدماغية، النوبات القلبية أو جلطات الدم. فضلا عما قد تسببه تلك الأدوية من ألم بالثدي، ألم بالظهر، أرق، نزيف مهبلي أو مشاكل بالجهاز الهضمي.
