من المعروف أن الهيكل العظمي للإنسان يضم العديد من المفاصل، التي يتراوح عددها الإجمالي ما بين 250 إلى 350 مفصلا، وتربط مختلف أجزاء الجسم وتحافظ على حركتها.
ومع هذا، فإن تلك المفاصل تكون عرضة للإصابة بحالة من التعب والوهن مع كثرة العمل والتعرض للضغوط؛ ما قد يؤدي في بعض الأحيان للإصابة بحالات مؤلمة في المفاصل.
وقال أطباء من كليفلاند كلينك إن آلام المفاصل المزمنة ترتبط غالبا بهشاشة العظام، التهاب المفاصل الروماتويدي، النقرس، التهاب الأوتار، الالتهابات، الإصابات وفرط الاستخدام.
وبالإضافة لحالات معينة، قد تتسبب بعض عوامل الخطر الأخرى في جعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بآلام في المفاصل، ومن ضمن هذه العوامل زيادة الوزن.
ولهذا يقول الأطباء إن النظام الغذائي الصحي من الممكن أن يلعب دورا مهما في الوصول إلى وزن معتدل والحفاظ عليه؛ ما يقلل من الضغوط على المفاصل المجهدة والمتعَبة.
وبناء على ذلك، قد تبدو حمية الكيتو للوهلة الأولى هي الحمية التي تلبي المعايير الخاصة بنظام الوجبات المفيد للمفاصل. وهناك أدلة بحثية تؤكد أن حمية الكيتو طريقة فعالة لإنقاص الوزن من دون إرهاق متَّبعيها بإحصاء السعرات الحرارية. ومع هذا، فإن تأثير الحمية الفعلي والحقيقي فيما يخص تخفيف آلام المفاصل ليس بهذه البساطة.
حمية الكيتو هي نظام غذائي يشجع الجسم على الدخول في حالة تعرف بـ "الكيتوزية"، حيث يتم حرق الدهون بدلا من السكريات والكربوهيدرات للحصول على الطاقة. ولتحقيق ذلك، يقلل الأشخاص الكربوهيدرات ويكثرون من تناول الأطعمة الدهنية.
وسبق أن وجدت دراسة نشرت نتائجها عام 2020 أن الحمية منخفضة الكربوهيدرات تفيد في تخفيف آلام التهاب مفاصل الركبة عند كبار السن. ومع أن حمية الكيتو تعد حمية منخفضة الكربوهيدرات، إلا أنها قد لا تكون الخيار الصحيح لتخفيف ألم المفاصل.
إذ تبين من خلال بعض الدراسات الأخرى أن اعتماد حمية الكيتو على الدهون واللحوم المصنعة قد يعزز الإصابة بالالتهابات؛ ما يجعل ألم التهاب المفاصل أكثر سوءًا في الأخير.
وهو ما اتفقت عليه دكتور لونا ساندون، الأستاذة المساعدة في قسم التغذية العلاجية بجامعة جنوب غرب الولايات المتحدة، بقولها "حمية الكيتو ليست خيارا جيدا للأشخاص الذين يعانون من حالات التهابية جهازية، لأنها تتعارض تماما مع الآلية التي نعلم أنها تمنع الالتهاب في الجسم. وهو ما يجب على الجميع أن يعرفوه بهذا الشأن".
وبخلاف ذلك، فإنه وبعيدا عن ارتكاز الكيتو بشكل كبير على نوعية الأطعمة الدهنية واللحوم الحمراء، فإنها تحتوي أيضا على القليل من الفواكه والخضروات المضادة للالتهابات.
ولهذا أوصى الباحثون باستبدال حمية الكيتو بحمية البحر المتوسط أو بأي حمية أخرى تكون غنية بالخضر، الأعشاب، التوابل وأحماض أوميغا-3 الدهنية لدعم المفاصل.