لو لم يسبق لكِ أن سمعتِ من قبل عن مصطلح "سلوكيات التحفيز الذاتي"، فيجدر بكِ أن تعرفي أنها عبارة عن مجموعة سلوكيات تصدر عن الإنسان بشكل متكرر، وتشمل عادات من ضمنها قضم الأظافر، لف الشعر حول الأصابع، هز القدمين، النقر بالأصابع على سطح ما وطرقعة مفاصل الأصابع.
كما أنها من الصفات التي تميز الأشخاص المصابين بالتوحد، لكن تلك السلوكيات مبالغ فيها بشكل عام، وقد تشمل رفرفة اليدين، طنينا، قفزا، تسارعا في الخطى أثناء المشي وتكرار عبارات معينة في الكلام.
وقال الباحثون، بحسب ما أورده موقع ميديكال نيوز توداي، إنه وبينما لا يعد كل شخص يعاني من تلك السلوكيات مصابا بالتوحد، فإن معظم المصابين بداء التوحد يظهرون شكلا من أشكال التحفيز الذاتي.
وأضاف الباحثون أن تلك السلوكيات قد تساعد مرضى التوحد في السيطرة على عواطفهم، وربما تساعدهم على التكيف مع الآلام التي يشعرون بها. ولهذا السبب، لا توجد حاجة بالضرورة للسيطرة على تلك السلوكيات. لكن يجب الانتباه في الوقت ذاته إلى أن بعضا من تلك السلوكيات، مثل نتف الشعر أو ضرب الرأس، قد تكون سلوكيات ضارة وتنتج عنها بعض المشكلات، ولهذا يجب التدخل في مثل هذه الحالات بتعلم طرق السيطرة عليها لتفادي أية عواقب.
بينما قد تتسبب تلك السلوكيات في شعور البعض بحالة من الانزعاج وعدم الراحة، فإنه ليس من الجيد دائما إجبار أحدهم على التوقف عن القيام بها. ونظرا لأن السلوكيات تعمل كآليات للتأقلم والتكيف، فإن إجبار أي شخص على التوقف عن تلك السلوكيات هو أمر قد يقودهم إلى التعبير عن انتقادهم لذلك، تعرضهم لحالة من الانسحاب أو شعورهم بتوتر شديد.
وكذلك ليس من الجيد معاقبة أحدهم على القيام بتلك السلوكيات، لأن ذلك قد يدفعهم للقيام بسلوكيات أسوأ. ومع هذا، فإن كل حالة تختلف عن الأخرى بناء على السلوكيات وبناء على ما قد تحدثه من مشكلات.
من أبرز النصائح التي تساعد على التحكم في سلوكيات التحفيز الذاتي وإبقائها تحت السيطرة هي المداومة على اتًباع روتين منتظم، وكذلك تحديد المحفزات الأخرى وفعل ما في وسعك إما لإزالتها أو لتقليلها.
ولو كان الحمل الحسي الزائد هو السبب وراء حدوث تلك السلوكيات على هذا النحو، فيمكن التوجه لمكان هادئ، لتنتقل حالة الهدوء والاسترخاء الموجودة في المكان إلى هذا الشخص ويصير أكثر هدوءا.
كما يمكن أن يؤدي تأكيد السلوك الإيجابي في بعض الأحيان إلى نتائج أفضل. وكذلك قد يكون من المفيد في بعض الأحيان التحدث مع طبيب مختص لتقديم المساعدة في العثور على طرق أفضل للتكيف.