تشير بيانات طبية حديثة إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو اضطراب مرتبط بالصحة العقلية ويصيب ما بين 1.6 % إلى 2.5 % من الأشخاص.
ويعاني المصابون بهذا الاضطراب من أفكار وسواسية دخيلة غالبا ما تؤدي لحالة من القلق والضيق.
وأورد موقع "هيلث لاين" الطبي الشهير عن باحثين قولهم إن كثيرين ممن يعانون مشكلة الحبوب وغيرها من المشكلات الجلدية قد يصعب عليهم التوقف عن حك وتقشير بشرتهم، خاصة حال كان لديهم بثور، وبشرة جافة وغيرهما من العلامات التي قد تظهر.
وهناك كذلك دراسة مسحية أجريت عام 2021 وجدت أن ما يزيد على 80 % من النساء الأمريكيات يقمن بحك بثورهن، رغم أن معظم أطباء الجلدية ينصحون بعدم فعل ذلك.
ما العلاقة بين حك الجلد واضطراب الوسواس القهري؟
طبقا للبيانات الصادرة عن جمعية مكافحة اضطراب الوسواس القهري الدولية، فإن حك البثور ومناطق البشرة المصابة بجفاف لا يعني دائما الإصابة بالوسواس القهري، إذ يقوم معظم الأشخاص من وقت لآخر بشكل تلقائي بحك أو هرش تلك الأشياء.
لكن ما يجب معرفته هو أن حك البشرة قد يكون اضطرابا لو كان متكررا بشكل زائد للغاية، وينتج عنه تلف بالأنسجة، أو يؤثر بالسلب على مستوى الهناءة العامة للأشخاص في النهاية.
وقال باحثون إن اضطراب حك البشرة قد يصنف على أنه اضطراب السيطرة على الانفعالات. لكن الطبعة الخامسة من "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية"، التي تضع معايير تشخيص الحالات العقلية والتعرف عليها، تُعرِّفُه كذلك بأنه أحد أنواع اضطرابات الوسواس القهري.
وحتى عند تشخيصه بشكل منفصل عن اضطراب الوسواس القهري، غالبا ما توجد ثمة أشياء مشتركة بينهما.
وأوضح باحثون من كليفلاند كلينك أن الأشخاص الذين يحكون بشرتهم قهريا يعانون على الأرجح من مشكلات بصحتهم العقلية أيضا، بما في ذلك الوسواس القهري والقلق.
لكن نوه الباحثون في الوقت نفسه إلى وجود بعض الفوارق بين اضطراب حك الجلد واضطراب الوسواس القهري العام. فبينما يركز الوسواس القهري بشكل كبير على الهواجس، فإن اضطراب حك الجلد لا ينطوي على ذلك، فضلا عن أن حك الجلد قهريا قد يسفر أيضا عن ضرر بالبشرة والجسم، وهو أمر غير معتاد في معظم الأنواع الأخرى للوسواس القهري.
كيف يمكن معالجة اضطراب حك الجلد؟
بينما قد توجد ثمة علاقة بين اضطراب حك الجلد والوسواس القهري، لكنه قد يتطلب علاجات مختلفة.
ووجد باحثون، وفق نتائج الدراسات التي خلصوا إليها، أن العلاجات السلوكية قد تكون العلاجات الأكثر فعالية لعادة حك الجلد، وكذلك لعادة شد الشعر القهري.
وتشبه تلك العلاجات العلاج السلوكي المعرفي وغيره من العلاجات النفسية التي تقدم للأشخاص المصابين بالوسواس القهري. لكن قال باحثون من "كليفلاند كلينك" إن اضطراب حك الجلد غالبا ما ينتج عن حالة منفصلة، كما الحالات الجلدية المزعجة، فيما لفت باحثون آخرون إلى احتمال وجود علاقة بين حك الجلد وأمراض المناعة الذاتية.
وختم الباحثون بقولهم إن تحديد الحالات الصحية المرضية، سواء جسدية أو عقلية، والسيطرة عليها، هو جزء مهم من العلاجات التي يتم وضعها لمواجهة حك الجلد القهري.