هناك الكثير من الظواهر التي لا يوجد لديها أي تفسير علمي، وتندرج هذه الظواهر تحت الخرافات، فيما قد يشكك بعضهم بحقيقتها ويؤكد آخرون حدوثها.
من أبرز هذه الظواهر "الاحتراق الذاتي البشري"، وهي من أغرب الظواهر التي يصعب على بعضهم تصديقها نظرًا لصعوبة تفسيرها بالإضافة لقساوة فكرتها.
هل يمكن أن تتخيلي أن إنسانا قد يحترق أمامك بشكل كامل دون أي عوامل أدت إلى هذا الاحتراق؟، بالطبع هي من الأمور غير القابلة للتصديق، لكن هناك من يؤكد وجودها.
من أغرب الظواهر التي لم يتمكن العلم من تفسيرها، رغم جميع المحاولات، وهي من الظواهر التي يوجد حولها العديد من الجدل والشك، وحتى يومنا هذا لم يتمكن العلماء من تفسيرها أو تأكيدها ولا حتى نفي حقيقة وجودها.
وتقوم فكرة هذه الظاهرة على اشتعال النار في جسد الشخص دون أي عامل خارجي، أو ملامسته للنار او التعرض لأي مادة حارقة، وتسبب حروقا في جسد الشخص، وإصابته في أجزاء مثل اليدين أو القدمين.
وأشارت بعض التقارير إلى وجود حالات يتم بها الاحتراق من داخل الجسد ثم الانتقال إلى الجسد الخارجي.
انتشرت الكثير من التفسيرات التي تتعلق بهذه الظاهرة، وحاول العديد من العلماء تفسيرها خاصة مع وجود أكثر من 200 حالة مسجلة عبر التاريخ.
وقال أحد التفسيرات إن هناك افتراضا يفيد بأن الاحتراق يحدث بسبب شعلة ضئيلة جدًا تكون بجانب الشخص، هذه الشعلة تجد بعض المحفزات وتتحول إلى حريق كبير في جسد الشخص، وهذه المحفزات مثل تفاعل كيميائي جسدي بسبب ارتفاع نسبة الكحول في الدم خاصة للأشخاص الذين لديهم مشاكل إدمان كحول.
ومن الافتراضات الأخرى هو حدوث ما يسمى بتفريغ الشحنات الساكنة داخل جسم الإنسان، وهو ما قد يسبب الاشتعال الذاتي، لا سيما في حال كانت نسب الدهون عالية جدًا في جسد هذا الشخص.
أما التفسير الثالث فتقوم فكرته على تفاعلات كيمائية لأحد أنواع الأحماض النووية داخل الجسد بسبب نقص أحد العناصر؛ ما يسبب تفاعلات انفجارية تولد حرارة تحدث عادة في الجهاز الهضمي.
ومع هذه التفسيرات ما زال الغموض يكتنف هذه الظاهرة الغريبة، ولا يوجد أي دليل علمي يحسم الجدل فيها رغم سرد العديد من التجارب والقصص عبر التاريخ.
وما زاد من صعوبة حسم هذه الظاهرة هو أن بعض الحالات التي تم تداولها في ظاهرة الاحتراق الذاتي، كان الاحتراق فيها قد وقع بجسد الشخص فقط دون وصوله إلى أي شيء حول هذا الشخص، أو احتراق المكان الذي يتواجد به، فيكون الحريق فقط في جسد الشخص نفسه.
وتم تسجيل ما يفوق الـ 200 حالة عبر التاريخ تؤكد حالات الاحتراق الذاتي، لتبقى هذه الظاهرة من أكثر الأمور التي حيرت العلماء، وشكك بعض بأنها أسطورة لا أساس لها من الصحة.
قصة وفاة الكونتيسة الإيطالية كورنيليا باندي، من حالات الوفاة الغامضة، وكتب عنها الطبيب جافين ثورستون عام 1983 في المجلة الطبية البريطانية.
وقيل في تشريح جثتها إنه تم العثور عليها متفحمة في مقعدها، وأن ملابسها تعرضت للحرق بالكامل، لكن لم يحترق أي شيء أو أي قطعة أثاث من حولها.
واحدة من أشهر قصص الاحتراق الذاتي، تم تسجيل هذه الحادثة في عام 1966 في ولاية بنسلفانيا بأمريكا، حيث تم العثور على جسد الدكتور ج. ايرفينغ بنتلي محترقًا عن عمر 92 عامًا.
ووجدت جثته المتفحمة في حمام شقته، وتم العثور على ساقه منفصلة عن باقي جسده، فيما لم يتأثر الدهان على جدار الحمام، وهو ما أثار الكثير من الجدل حول وفاته.
سجلت هذه الحالة في عام 1951 بولاية فلوريدا الأمريكية، حيث اشتعل جسد ماري ريسير 67 عامًا وهي جالسة على مقعدها، وتم العثور على جسدها بعد أن حاولت جارتها الوصول إليها لوقت طويل ليتم اقتحام منزلها والعثور على جثتها متفحمة على المقعد.
وكشف التقرير الطبي حينها أن ماري تفحمت بعد أن اشتغل فستانها المصنوع من مادة شديدة الاحتراق، ليحاول الأطباء حينها تفسير الأمر على أن بقايا سيجارة وراء احتراق الرداء، إلا أن جيران وعائلة ماري أكدوا أنها لم تدخن، كما أكدت السلطات التي عثرت على الجثة على عدم العثور عن بقايا سيجارة.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن درجة التفحم التي وصل إليها جسد ماري يحتاج حرارة تبلغ 3000 درجة مئوية، وأن هذه الدرجة يجب أن تؤدي إلى احتراق المنزل بالكامل، إلا أن الصادم كان أن ضرر الحريق لم يتجاوز ما حول مقعد جثة ماري.