وصف الفنان السوري عبد الفتاح مزين نفسه بأنه شخص "عصبي"، في كواليس التصوير، مؤكدا أنه إنسان "طيب القلب وحساس جدًا"، رغم أدائه للكثير من أدوار الشر.
وقال مزين في تصريحات إعلامية، إن نحو ٩٥ بالمئة من أعماله الفنية تحمل طابع الشرير، لدرجة أن الناس تأثرت بها واعتقدت أن صفة الشر ملازمة له حتى في حياته الواقعية.
وروى الفنان تعرضه لموقف محرج، حيث كان يصور مشهدا لأحد أعماله، داخل مشرحة ويستعد لإخراج جثة، فرأته امرأة وبدأت بالصراخ في وجهه والدعاء عليه، لتسبب مشهد المشرحة في إجهاض ابنتها لجنينها.
وبكى الفنان مزين، خلال استضافته في برنامج "إنسان"، مستذكرا بعض المواقف من بدايته الفنية والتي تعرض فيها للتنمر.
وقال: "في إحدى المرات طلب مني المخرج عبد اللطيف فتحي الحضور إلى المسرح القومي في دمشق ليعطيني دورا في مسرحيته الجديدة، وبالفعل ذهبت، وعند صعودي إلى خشبة المسرح، تعالت أصوات الضحك والسخرية، من قبل الفنانين المشاركين في المسرحية آنذاك".
وأضاف أنهم كانوا لا يثقون بقدراتي؛ لأنني حديث العهد في الوسط الفني، مشيرا إلى أن هذه الحادثة أثرت به كثيرا لدرجة أنه لم يتمكن من نسيانها رغم مرور سنوات طويلة عليها.أما محطة التنمر الثانية فكانت، عندما أسند إلى مزين أداء دور "هجرس" في مسرحية الزير سالم، للمخرج رفيق الصبان، بالاتفاق على تناوب الدور بين مزين والفنان أسامة الروماني، إلا أن المخرج عمد في كل يوم لجعل الروماني يؤدي الدور في كل عرض، مع جلوس مزين لمتابعة المسرحية كمتفرج.
وبعد فترة تمت دعوة مزين لأداء الدور بشكل مفاجئ، ليتمكن من حفظه وأدائه بشكل رائع، الأمر الذي دفع أحد النجوم للقول مستهزئا من قدرة الفنان: "اكتبولوا الحوار على ورق التواليت بلكي نسيه".
ووصف مزين تلك الواقعة بالحادثة المؤلمة والمؤذية، لدرجة تذكرها حتى الآن بشكل متكرر.
وبحسب مزين فالفن رسالة سامية وراقية، إلا أن الأمر في سوريا مختلف، معربا عن ندمه على الدخول في مجال الوسط الفني، ومؤكدا أنه لا يشجع المقربين منه للمغامرة والدخول فيه، بسبب اعتماد الوسط على المجاملات والعلاقات، دون مراعاة المشاعر وتقدير التعب.
ورفض الفنان الأعمال الجريئة الخادشة للحياء ولمشاعر المتلقي، مع إمكانية استبدال مشاهد الجرأة بالإيماءات والإيحاءات بدلا من الأفعال، موضحا الفارق بين الانفتاح والتطور وبين مفهوم خدش الحياء.
وأشاد مزين بأداء بعض الفنانين السوريين مثل الفنان تيم حسن والذي أعرب عن إعجابه الشديد به خصوصا خلال أدائه لدور " أسعد الوراق"، بالإضافة لـ عابد فهد، مكسيم خليل، قصي خولي، باسل خياط والذي تمنى لو كان شريكا له في مسلسلي "النحات" و "الكاتب"، مؤكدا على براعته في أداء الأدوار والشخصيات المركبة والتي تحتاج حسب رأيه للإلمام بجميع العلوم البشرية والقدرة على وضع الفرضيات.
وصرح الفنان عن علاقة الصداقة المتينة والقوية التي تجمع بينه وبين الفنان ياسر العظمة، رغم انقطاع العلاقة قرابة ٢٠ عاما بسبب انشغال العظمة وسفره إلى مصر، ليتم فيما بعد استئناف العلاقة بين الطرفين. كذلك أكد على العلاقة الجميلة التي تجمعه بالفنان سلوم حداد.
كشف مزين عن رفض والده في بداية الأمر دخوله مجال الوسط الفني، وإتقانه للفن التشكيلي، مع تقبل ذلك بعد حضور أول عرض مسرحي له في دور بطولة مطلقة؛ ما دفع الأب للاعتذار من مزين.
وتحدث مزين عن حزنه وألمه المرافقين له، منذ وفاة والدته وحتى الآن، بالرغم من مرور ٤٠ عاما على وفاتها، إلا أنه اعتاد على زيارة قبرها يومين في الأسبوع، دون نسيانها ولو للحظة واحدة.
وكشف مزين عن بلوغه عامه الـ٧٧، مع التأكيد على أن العمر ليس لحظة كما يقول بعضهم، كما أن أهمية الحياة تكون بترك الأثر الطيب.
وأعرب عن اشتياقه العميق لأبنائه المغتربين " فارس" و "توفيق"، متمنيا رؤيتهما قبل وفاته، ومؤكدا على حنانهما وعطفهما الكبير عليه رغم بعد المسافات.