لو أنك من نوعية السيدات اللواتي يتابعن أحدث صيحات الأنظمة الغذائية وتوصيات الأطباء المستمرة بهذا الخصوص، فمؤكد أنك تعرفين حمية الكيتو، التي صارت واسعة الانتشار.
وربما تعرفين أيضا أن اتّباع تلك الحمية ينطوي عموما على تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الخبز، المعكرونة، البطاطس والحلويات، والتركيز بدلا من ذلك على الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات كما اللحم، السمك، الخضراوات، البيض، المكسرات والتوت.
وينجذب الناس لتلك الحمية نظرا لدورها الفعال في تسهيل جهود إنقاص الوزن. وأورد موقع "هيلث لاين" عن أطباء قولهم إن السر وراء فعالية تلك الحمية فيما يتعلق بإنقاص الوزن هو تقليلها استهلاك الكربوهيدرات واستبدال الكربوهيدرات المفقودة بالدهون؛ ما يعمل على تعزيز الكيتوزية، التي يستخدم فيها الجسم الدهون كمصدر رئيس للطاقة.
ورغم أن تلك الحمية تبدو في ظاهرها جيدة من الناحية النظرية، لكن بعضهم قد يكون لديه بعض الهواجس والمخاوف من الإقدام فعليا على اتّباعها لعدم معرفتهم بمدى أو درجة أمانها.
حمية الكيتو تحظى بإيجابيات وسلبيات مثلها مثل أي شيء آخر في الحياة. ومن أبرز إيجابياتها:
- تقليل نوبات الصرع التي تداهم المرضى الشبان.
- إنقاص الوزن.
- تقليل الشعور بالجوع مقارنة بباقي الحميات التقييدية.
- لا ينصح بها للأشخاص الأكثر عرضة لاضطرابات الأكل؛ لأنها قد تكون تقييدية وقد تزيد من سلوكيات الأكل غير الصحية.
- تسببها في دفع الأشخاص لمراقبة ما يتناولونه عن قرب، ما قد يصيبهم بإجهاد نفسي، نهم في الأكل وشعور بالذنب.
- تسببها في الشعور بصداع، تعب ورائحة نفس كريهة.
وبشكل عام، فإنه وطبقا لما أكده باحثون من مايو كلينك، فقد تعمل تلك الحمية على المدى القصير؛ إذ لم يتم التوصل إلى الآن لآلية توضح تأثيراتها على الصحة على المدى البعيد. ولهذا فالأفضل قبل الإقدام على تلك الحمية، أو غيرها، هو الرجوع لطبيب متخصص من أجل مناقشته في كافة الخيارات المتاحة ومن ثم تحديد الأنسب لك ولحالتك.
ونأتي هنا للجزئية الأهم التي بلا شك تشغل بال كثير من الأمهات، وهي المتعلقة بما إن كانت تلك الحمية مناسبة أو آمنة على الأطفال أم لا.
وقد اتضح أن الخيار الأكثر أمانا للأطفال عموما هو ألا يشاركوا بحمية الكيتو. ورغم استعانة بعض الأطفال المصابين بالصرع بتلك الحمية كعلاج، خاصة في حال عدم استجابتهم بشكل جيد للأدوية أو عدم جاهزيتهم للجراحة، لكن الأطباء يرون أن وضعية الكيتوزية تحول الجسم لوضعية التجويع؛ ما يجعله يستخدم الدهون باعتبارها مصدر الطاقة الاحتياطي في الجسم.
ونتيجة لأن حمية الكيتو تحد من مقدار الكربوهيدرات التي تدخل الجسم، فمن ثم لا يوصى بها للأطفال، لأنهم في مرحلة نموهم الحالية يكونون بحاجة للكربوهيدرات لمساعدتهم على النمو، وللحصول على قدر كاف من الطاقة الذهنية والبدنية التي يحتاجونها لإنجاز واجباتهم المدرسية من ناحية، ولممارسة الألعاب التي يحبونها من ناحية أخرى.
كما نبه باحثون من كليفلاند كلينك بأن حمية الكيتو تحرم الأطفال أيضا من فيتامين د والكالسيوم الموجودين في منتجات الألبان، وتحرمهم من الألياف الغذائية، فيتامين سي والبوتاسيوم الموجودة في الفواكه. ونتيجة لنقص الألياف، فقد يتعرض الأطفال للإمساك.
وهناك دراسة نُشِرَت نتائجها عام 2005 سبق أن وجدت علاقة بين الكيتو وبين الجفاف واضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان، القيء، الإسهال والإمساك لدى الأطفال.