قليلون من لم تمر بهم طوال حياتهم لحظات عابرة من ذاك الإحساس الذي يسمونه في علم النفس بـ" الخواء"، ويقصدون به الشعور بالفراغ (Feeling Empty) يحسون به في الصدر لكنهم غير متأكدين إذا كان حزنا؟ كآبة؟ مللا؟ أو قليلا من كل ما سبق.
ويظهر على شكل إحساس بالوحدة، أو ارتباك بشأن حياة الشخص وأهدافه، أو عدم وجود حافز لمتابعة أي من شؤون حياته.
تقول صحيفة "سايك سنترال" النفسية إنه شعور حقيقي، قد يستمر لبضعة أيام ثم يختفي من تلقاء نفسه، لكنه قد يستمر لفترة أطول.
يمكن للخروج منه اتباع الخطوات التالية للعلاج. لكن عندما يطول الأمر أكثر يصبح من الضروري السعي للحصول على دعم اختصاصي وطلب المساعدة.
لماذا نشعر بالخواء؟
لهذا الشعور العديد من الأسباب، منها تغيير مستويات الهرمون، أو فقدان الوظيفة، أو التباعد الجسدي المصاحب للوباء أو المرض. وفي بعض الحالات يشير الشعور بالخواء إلى بعض حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة. كما أن عدم وجود علاقات وثيقة يعتبر سببا رئيسيا لهذا الشعور. فالعلاقة العاطفية الحميمة أهم جانب في التجربة الإنسانية. وعندما تكون مفقودة في حياتك، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالخواء والوحدة. ومن أعراضه ما يلي:
تفقدين التواصل مع نفسك
من المعتاد أن نفقد التواصل مع النفس من حين لآخر. بعض الناس يسمون الشعور بالخواء بأنه "العيش بدون هدف". قد يؤدي عدم وجود أهداف أو أحلام محددة لتحقيقها إلى الشعور بالخواء. يمكن أن يأتي فقدان التواصل مع النفس من علاقة متعبة أو وظيفة متطلبة.
تستعيدين التجارب السابقة التي لم يتم حلها
في بعض الأحيان، قد يكون للشعور بالحزن علاقة بعملية حزن طويلة لم نستكشفها بعد. مثل تجربة مؤلمة لم يتم حلها في طفولتك، أو شعور بالتخلي من أحد أفراد الأسرة. عندما لا نتحدث بصراحة أو نستكشف المشاعر التي نختزنها لفترة طويلة، فقد تظهر بطرق أخرى.
حتى لو شعرت بالألم، فإن الحديث عن أحداث سابقة مهمة سببت لك الحزن قد يساعدك في معالجتها.
تتوقفين عن الاهتمام بنفسك
الاهتمام بالآخرين أولا يمكن أن يجعلك تهملين احتياجاتك الخاصة، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الشعور بالخواء. من المهم أن تضعي في اعتبارك أن دعم الآخرين لا يعني عدم رعاية نفسك. عندما يتم تلبية احتياجاتك، تصبحين أكثر استعدادا لمساعدة ودعم الآخرين أيضا.
قد يكون الشعور بالخواء علامة أخرى على الاكتئاب، ومع ذلك، فإن الشعور بالخواء ليس دائما علامة على الاكتئاب. الشخص الوحيد الذي يمكنه تشخيص حالتك بدقة هو الأخصائي.
كيف تتغلبين على هذا الشعور؟
التعرف على هذا الشعور والتعامل معه هو الخطوة الأولى نحو الشعور بالتحسن. يمكن أن تساعدك الخطوات التالية:
اعترفي بوجوده
المعاناة من الخواء أشبه بوجود فجوة، اعترفي به دون أن تكوني قاسية على نفسك. ابدأي بالتعرف على مشاعرك واحتياجاتك، حتى لو كانت صعبة. إذا اعترفت أن مشاعرك مرتبطة بخسارة شخص جسديا أو عاطفيا اسمحي لنفسك بالحزن علانية. يختلف الحزن بين شخص وآخر، ولا توجد طرق صحيحة أو خاطئة للقيام به.
خصصي لنفسك بعض الوقت كل يوم
من الطبيعي أن تلجأي إلى أنشطة معينة حتى لا تفكري في ما تشعرين به. لكن من المهم أيضا أن تخصصي بعض الوقت لتكوني مع نفسك وتحاولي استكشاف رغباتك ومخاوفك وآمالك وأحلامك. ستجدين أن التأمل أو الكتابة أو التمرين يساعدك على إعادة الاستقرار لنفسك.
استكشفي مشاعرك الحالية
حددي خمس دقائق لملاحظة ما تشعرين به واكتبي ما شعرت به خلال هذه الدقائق. قد تكون تلك المشاعر مجرد كلمة مثل "ملل" أو "فضول". إذا واجهت صعوبة في تسمية مشاعرك، إبحثي عن "قائمة" المشاعر على غوغل.
تواصلي مع الآخرين
بعد استكشاف مشاعرك، يمكن أن يساعدك التواصل مع الأصدقاء أو العائلة على الشعور بالتحسن، خاصة إذا كان هناك من تثقين به للبوح بمشاعرك.
مارسي الرعاية الذاتية
عليك عدم إهمال الرعاية الذاتية اليومية، لأنها ستساعدك على الشعور بالتحسن. من الضروري تناول وجبات مغذية، والنوم جيدا، وممارسة الرياضة.
امتدحي نفسك
امتدحي نفسك لكل الطرق التي ابتكرتها للتعامل مع الأحداث في حياتك، وفكري في السماح لتلك المشاعر بالظهور.
أخيرا؛ من الطبيعي أن تشعري بالخواء من وقت لآخر، إذا استمرت هذه المشاعر لأكثر من أسبوعين وأدت إلى المزيد من الأفكار المحزنة، وعدم القدرة على ممارسة المهام العادية في حياتك اليومية، أو التفكير في إيذاء نفسك أو الآخرين، عليك طلب استشارة اختصاصي، الذي يمكن أن يساعدك في كيفية القيام بالتغييرات الإيجابية.