لاشك بأن تناول القهوة، وغيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين يوميًا أصبحت عادة لا يمكن التخلّي عنها عند الرجال والنساء، لتعديل المزاج، وتنشيط الذهن والذاكرة، وغيرها، لكن أحدث الدراسات ستغيّر بعض المفاهيم الخاصة بهذه المشروبات، وتحديدًا عند النساء الحوامل.
فقد كشفت دراسة علمية حديثة، أجراها باحثون في المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، أن هناك علاقة بين تعرض الجنين للكافيين، وقصر طوله خلال مرحلة الطفولة.
وذكرت الدراسة التي أجراها معهد كيندي لأبحاث نمو الأطفال، ونشرتها صحيفة "التلغراف" البريطانية، أن استهلاك 50 ملغ من الكافيين، أي ما يعادل نصف كوب من القهوة أو كوباً من الشاي، يمكن أن يؤدي إلى قصر طول الطفل بمقدار نحو بوصة واحدة، مقارنة بأقرانه في عمر الثمانية أعوام.
وانتبه الخبراء أيضاً إلى أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم يتناولن نحو كوب من القهوة يومياً خلال فترة الحمل، أقصر في المتوسط بـ2.2 سنتيمتر مقارنة بأقرانهم.
وعلقت رئيسة الفريق البحثي د. جيسيكا غليسون بأن هؤلاء الأطفال كانوا أقصر من 1.5 سم إلى 2.2 سم من عمر السابعة وحتى الثامنة.
وبحسب توصيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإن المرأة الحامل ليس عليها استهلاك أكثر من 200 ملغ من الكافيين يومياً، أي ما يعادل كوبين من القهوة السريعة الذوبان. ويرتبط الاستهلاك المرتفع، الذي يتراوح من 300 إلى 350 ملغ يومياً، بانخفاض الوزن عند الولادة والولادات المبكرة والإجهاض في بعض الحالات.
من جانبها، قالت خبيرة التغذية، ميلاني ماكغريس، إن الأمهات غالباً ما يتم توجيههن بشكل خاطئ حول كميات الكافيين الموصى باستهلاكها. مضيفة: "كشفت هذه الدراسة أن استهلاك 50 ملغ فقط من الكافيين يمكن أن يكون له تأثير سلبي على طول الأطفال، و50 ملغ يومياً هو نحو كوب من الشاي أو نصف كوب من القهوة سريعة الذوبان أو قطعة شوكولاتة ذات حجم عائلي".
وأضافت ماكغريس: "هذه الدراسة أكدت تزايد الأدلة على أن استهلاك الكافيين له تأثير أكبر مما كان يعتقد سابقاً، لذلك يبدو من الحكمة نُصح النساء الحوامل بتجنّب الكافيين قدر المستطاع".