على وسائل التواصل الاجتماعي، تبدو الأمومة أمرا رائعا، فهي وجبات صحية ذات ألوان زاهية، ونزهات مثيرة لأطفال سعداء مع أمهاتهم المبتسمات. لكن وراء الابتسامات، تعيش بعض الأمهات مشاعر الحزن أو الاكتئاب.
إذا كنت كأم مصابة بالاكتئاب فأنت لست وحدك. لكن عادة ما تشعر المرأة بالخجل من مشاعرها، وتتردد في الحصول على العلاج الذي تحتاجه.
الاكتئاب ليس شيئا عليك تحمله على أمل أن يزول من تلقاء نفسه. هو حالة قابلة للعلاج ويمكن أن يتحسن بالأدوية وبالتغييرات الغذائية والسلوكية، كما يعرض تقرير نفسي لموقع "سايك سنترال".
تمتزج عوامل جينية وكيميائية وظرفية لتسبب هذه الحالة. تشير الأبحاث أيضا إلى أن هرمونات المبيض قد تلعب دورا رئيسيا في الصحة العقلية للمرأة. فاكتئاب ما بعد الولادة، واضطراب ما قبل الحيض، واكتئاب ما بعد انقطاع الدورة الشهرية، كلها أشكال محددة من الاكتئاب تصيب النساء فقط، وسببها تغيّر الهرمونات طوال حياة المرأة.
الأمومة أمر رائع ويضفي معنى على حياة المرأة، لكنها أيضا أحد أصعب الأشياء وأكثرها إرهاقا على الإطلاق. لكن هل من الطبيعي ألا تستمتعي بأمومتك؟ نعم، فرعاية الطفل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والمخاوف المالية، وضغط العمل كلها مرهقة، ويمكن أن يغير الإجهاد المزمن كيفية عمل الدماغ ويسهم في تطور الاكتئاب.
كما أن النساء أكثر حساسية تجاه أمور مثل العلاقات الشخصية، التي يمكن أن تتوتر بسبب ضغوط الأمومة. بالإضافة إلى الضغوط الخارجية، مثل فقدان وظيفتها هي أو زوجها، والمرض المفاجئ لأحد أفراد الأسرة، وغيرها من أحداث الحياة التي يمكن أن تسهم في الاكتئاب. وعادة تخفي هؤلاء الأمهات أعراض الاكتئاب خوفا من أن يُنظر إليهن كأمهات غير صالحات.
· اضطرابات الشهية
· زيادة الوزن
· مشاكل النوم
· إعياء
· حزن وشعور بالذنب
· انخفاض الرغبة الجنسية
كما يمكن أن تصبح المرأة المصابة بالاكتئاب عصبية وتغضب لأتفه سبب.
إذا كنت مصابة بالاكتئاب، فهناك استراتيجيات يمكنك تجربتها للتحكم في الأعراض.
لا تحاولي إخفاء الأعراض أو الانسحاب وعدم المشاركة في الحياة. تحدثي لزوجك أو أحد أفراد أسرتك، إذا شعرت أنك مصابة باكتئاب حاد راجعي أخصائيا ليصف لك الأدوية المناسبة.
غالبا ما يعمل الدواء بشكل أفضل عندما تمارسين معه العادات الصحية.
احرصي على الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وتناولي غذاء متوازنا.
الرياضة تُطلق الإندورفين الذي يمنحك شعورا بالرضا وتساعدك في الحفاظ على وزن صحي.
حاول أن ترتبي لقضاء وقت مع شريكك (أو وحدك). استعيني بأفراد الأسرة أو جليسة الأطفال لرعاية الأطفال ليتوفر لك بضع ساعات لنفسك.
وهي من التمارين التي قد تساعد في تخفيف الاكتئاب والقلق عند ممارستها بانتظام.
الأطفال يدركون أن هناك شيئا ما خطأ. لكنهم غالبا يستوعبون مشاعر البالغين من حولهم. حاولي مناقشة اكتئابك بطريقة مناسبة لعمر الأطفال. إليك كيف تناقشينهم تبعا للعمر.
لا يستطيع الأطفال في هذا العمر فهم الاكتئاب بشكل كامل، لكن يمكنهم فهم المشاعر. جربي التحدث معهم عن الحزن ولماذا يشعر الناس به أحيانا. من المهم أن يعرفوا أنك إذا كنت حزينة فهذا ليس خطأهم.
يمكنك إضافة المزيد من التفاصيل للأطفال في سن المدرسة الابتدائية. يمكن للأطفال في هذا العمر أن يفهموا أن الصحة العقلية مثل الصحة الجسدية. ويفهموا أن الأم تحتاج إلى دواء، وأن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تشعر بالتحسن. عليك أيضا التوضيح أن الأمهات يمكن أن يكون لديهن أيام جيدة وأخرى سيئة.
من المهم أن يعرف الأطفال في هذه السن أن اكتئابك ليس خطأهم. عليك التحقق من مشاعرهم بشكل دوري وإخبارهم بما تفعلينه للتحكم في اكتئابك في تقديم نموذج لمهارات التأقلم.
في هذه المرحلة هم قادرون تماما على فهم الاكتئاب وعلى فهم تشخيصك وخطة علاجك. حاولي قدر المستطاع الحفاظ على حوار مفتوح معهم حول مشاعرهم أيضا.
باختصار؛ التعايش مع الاكتئاب يمكن أن يجعلك تشعرين بأنك أم "سيئة"، لكنك لست كذلك. ولست مضطرة للعيش مع الحزن أو الشعور بالذنب. يمكن لك طلب المساعدة من عدة أطراف، مثل العائلة والأصدقاء والأخصائيين، كما يمكنك إحداث فرق في حياتك بالاعتناء بنفسك باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة وتخصيص وقت لنفسك.