بعدما تسببت جائحة كورونا في غلق كثير من صالات الألعاب الرياضية مطلع العام 2020، وتواصل غلق بعضها إلى الآن، بدأ يتعود الناس على ممارسة التمارين الرياضية في المنزل أو حتى في الهواء الطلق، سواء في حدائق منازلهم أو في الأماكن العامة.
وحتى مع بدء عودة الصالات للعمل من جديد في 2021، تبيّن وفق إحصائيات أن ما يقرب من 21% من الناس باتوا يفضلون اتّباع طريقة تعرف بـ"الطريقة الهجينة" لممارسة اللياقة البدنية، وهي الطريقة التي تعنى بمزج حصص التدريب الشخصية مع الافتراضية.
ووجدت دراسة مسحية أجريت هذا العام أن 17% من الأشخاص الذين أُخِذَت آراؤهم قالوا إنهم يستخدمون حصص اللياقة البدنية الافتراضية التي تُقدَّم بنظام الاشتراك أو عند الطلب.
وهو الاتجاه الذي بدأت تستغله صالات ونوادي اللياقة البدنية؛ إذ تعرض 40% منها فصولا شخصية وأخرى افتراضية لأعضائها.
وأظهرت نتائج تلك الدراسة أنه وبينما تفضل أندية اللياقة البدنية قدوم أعضائها إلى مقراتها، فإنها بحاجة أيضا لاتّباع الطريقة الهجينة لتلبي من خلالها احتياجات أعضائها من محبي التمارين واللياقة البدنية، خاصة وأن الناس صاروا يفضلون ممارسة التمارين في المنزل بدلا من الذهاب للجيم.
واللافت للانتباه هو استمرار رواج تلك الطريقة الهجينة، بل وتفضيل الناس ممارسة التمارين في المنزل، حتى بعد عودة كثير من صالات الألعاب الرياضية للعمل مرة أخرى.
اتضح من خلال الدراسات التي أجريت بهذا الخصوص أن الناس وجدوا في العموم أن تجربة ممارسة التمارين في المنزل تعتبر أكثر ملاءمة وراحة بالنسبة لهم من صالات الجيم.
كما تبين أن ممارسة التمارين بالمنزل توفر على الأشخاص عناء الذهاب والعودة والتنقل في المواصلات وتحمل ظروف الطقس، فضلا عن كونها توفر لهم قدرا أكبر من الخصوصية، التي يفتقدونها في الصالات، وتعزز لديهم التوازن بين الحياة العملية والشخصية.
أظهرت الدراسات أيضا أن جائحة كورونا غيَّرت كثيرا من المفاهيم المرتبطة بمجال اللياقة والتمارين الرياضية، فبدلا من التركيز على الجسم المثالي كما كان يحدث من قبل، صار اهتمام تلك الصناعة منصبا أكثر الآن على الصحة العامة واعتبار التمارين كما الدواء.
ووجدت الدراسة أن 85 % من الناس يرون أنه من الضروري اتّباع الممارسات الرياضية التي تركز على الصحة الروحية، العاطفية والعقلية، وهو ما يفسر سر لجوئهم لتمارين من نوعية تمارين اليوغا والتأمل، التي تلعب دورا رئيسيا في تحقيق تلك الغاية.