أظهر بحث أكاديمي جديد أن البيئة والطعام اللذين يشاركهما الأطفال مع أجدادهم يساهمان في مدى صحة الأطفال في المستقبل.
ويشير البحث في ذلك إلى فترات ومواسم اجتماع العائلات الممتدة ومنها العطل المدرسية التي عادة ما تكون وقتا تجتمع فيه العائلات، وفيها يرى الأطفال أجدادهم.
كما يمكن أن يكون الأطفال في رعاية الجدين لمساعدة الوالدين العاملين.
جديد هذه الدراسة الاكاديمية أكدته منظمة الصحة العالمية التي قالت إن ملايين الأطفال دون سن الخامسة، ومثلهم المراهقون، يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. والطريقة التي يساهم بها الآباء في سمنة أبنائهم واضحة، لكن العلاقة بين الأجداد والأحفاد لم تكن كذلك.
وفي هذا الخصوص، فالجديد الذي يهم كل أسرة، هو ما أكدته المراجعة المنهجية للعديد من الدراسات حول العالم من أن السمنة تنتقل عبر الأجيال في بعض العائلات، وهو سرٌّ يتابعه العلماء ألآن لمعرفة السبب وكيفية كسر هذه الحلقة.
ترتبط السمنة بين الأطفال والمراهقين بتطور المشاكل الصحية. وتشمل ارتفاع ضغط الدم، وعدم توازن الكوليسترول، ومقاومة الأنسولين، والسكري، والنمو والنضج المتسارعين، وصعوبات تقويم العظام ، والمشاكل النفسية والاجتماعية، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
وقد قام الباحثون بفحص العلاقة بين الأجداد الذين يعانون من السمنة وحالة الوزن الصحي لأحفادهم. وأكدت البيانات التي تم جمعها من عشرات الدول أن السمنة تنتقل عبر الأجيال- ليس فقط من الأب إلى الطفل ولكن أيضا من الجد إلى الحفيد.
ووجدوا أن الأطفال الذين يعاني أجدادهم يعانون من السمنة أكثر عرضة لزيادة الوزن بمقدار الضعف تقريبا مقارنة بأولئك الذين يتمتع أجدادهم بوزن "طبيعي".
هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول كيفية تأثر السمنة لدى الأطفال بأجدادهم، ولكن من المحتمل أن يكون هناك مساران لذلك: تأثير غير مباشر من خلال جينات الوالدين أو تأثير مباشر من خلال الأدوار التي يلعبها الأجداد في تربية الأطفال.
تدل الأبحاث أن السمات التي تعمل على زيادة الوزن يمكن أن تنتقل من الأجداد إلى الآباء ثم إلى أحفادهم. وتشير الأدلة إلى أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية ونمط الحياة وعادات الأكل تلعب جميعها أدوارا رئيسية في تعريض الأفراد للسمنة.
ما نأكله ونطعمه لأفراد عائلتنا يؤدي إلى التعبير عن سمات وراثية معينة، ويمكن أن ينتقل بعد ذلك إلى الأجيال المتعاقبة. وبسبب العوامل العائلية والوراثية والبيئية المشتركة، تميل السمنة إلى التجمع داخل العائلات المباشرة، وقد أبلغت الدراسات باستمرار عن انتقال السمنة بين الأجيال من الآباء إلى الأطفال. هذا هو المسار الأول.
أما المسار الثاني فيذهب إلى أن طريقة تناول الطعام في العائلة تؤثر أيضا على الصحة والبيولوجيا عبر أجيال متعددة. وقد أفادت إحدى الدراسات أن الغذاء المناسب الذي كان يتناوله الأجداد من ناحية الأب منذ كانوا في سن العاشرة قلل من أمراض القلب والسكري وزيادة طول العمر بين أحفادهم.
يمكن أن يؤثر وزن الأجداد وخياراتهم حول ما يتم تناوله في المنزل وكميته في وزن أحفادهم بشكل مباشر أو عن طريق والدي الأطفال. وحجم هذا التأثير يعتمد على الدور الذي يلعبه الأجداد كمقدمي رعاية أولية أو في ترتيبات المعيشة المشتركة، فكثير من الأجداد يقدمون الرعاية الأولية لأحفادهم.
يؤثر دور الأجداد كمقدمي رعاية بشكل كبير على معرفة الأطفال بالأكل الصحي وسلوكهم. ويمكن ملاحظة ذلك في الوجبات المشتركة أو الوصفات التي يتم تناقلها من جيل لجيل أو في الحلويات. يمكن أن تزيد هذه العادات من مخاطر السمنة لدى الأطفال، بالإضافة إلى العوامل الوراثية.
يظهر البحث أن للأجداد دورا اجتماعيا وثقافيا في تربية أحفادهم. ولذلك من المهم إشراك الأجداد، بالإضافة إلى الوالدين، في استراتيجيات الوقاية من السمنة. ويمكن توجيه الأجداد لتقديم إرشادات حول التغذية المسؤولة، ووضع حدود، وتقديم الأطعمة الصحية وتعزيز قبولها. كما يمكنهم المساعدة في تشجيع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتثبيط ممارسات التغذية القسرية على أحفادهم.