لا شك أن النساء اللواتي يتطلعن لزيادة فرصهن في الحمل والإنجاب لا يتركن طريقة إلا ويقمن بتجربتها على أمل أن تصيب معهن وتساعدهن على تحقيق الغاية التي يتمنينها.
وقال أطباء متخصصون في مجال الخصوبة إنه بعيدا عن أية طرق أو توصيات قد تسلكها النساء لتلك الغاية، فقد تبين أن هناك طريقة بسيطة يمكنها أن تعزز فرص حدوث الحمل، وهي الطريقة التي تعتمد على تعديل نظام الأكل، وتغيير بعض الأطعمة والمأكولات.
وعلق على ذلك دكتور مايكل غوارناسيا، خبير الخصوبة في نيويورك، بقوله "يمكن للحفاظ على الخيارات الغذائية اليومية المثلى أن يساعد على زيادة فرص المرأة في الحمل".
كيف يؤثر النظام الغذائي على الحمل؟
أوضح دكتور مايكل أن أبرز عامل يؤثر على خصوبة المرأة هو السن؛ إذ إن هناك علاقة معروفة وموثقة بين سن المرأة وعدد وجودة البويضات داخل مبايضهن. وكذلك تلعب الحالة الصحية للمرأة دورا كبيرا في تحديد مدى خصوبتها في الوقت الراهن. فلو كانت تعاني مثلا من اضطراب مرتبط بالتبويض، فذلك يزيد من خطر إصابتها بالعقم.
ومع هذا، فإن هناك مجموعة من عوامل اللايف ستايل الأخرى التي تؤثر على درجة خصوبة النساء، مثل النشاط البدني، مستويات التوتر، جودة النوم ومقداره والنظام الغذائي.
والحقيقة أن ما تأكله المرأة (أو ما لا تأكله) هو أمر يؤثر على ما تتحصل عليه من العناصر الغذائية، وبالتالي يمكن لذلك الأمر أن يلعب دورا في تحديد مستوى خصوبتها.
نصائح لتعزيز الاستفادة من النظام الغذائي الخاص بالخصوبة
أكد دكتور مايكل أنه لا يوجد نظام غذائي من شأنه تعزيز فرص الحمل والإنجاب بشكل سحري، وأنه من الأفضل الرجوع دوما لخبير تغذية لإدخال تعديلات كبرى على النظام الغذائي.
ومع ذلك، نستعرض فيما يأتي 5 قواعد يقترحها الخبراء لتعديل النظام الغذائي بما يفيد في تعزيز مستوى الخصوبة لدى المرأة وزيادة فرصها في الحمل والإنجاب بعد ذلك، وهي:
- تناول الكمية التي تناسبك من السعرات الحرارية
إذ يُنصَح باستشارة خبير تغذية متخصص في مجال الخصوبة لمعرفة مقدار السعرات المحددة التي يمكنك تناولها يوميا، وذلك لضمان أفضل استفادة، وفق توصية الطبيب المختص.
- تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك
هناك دراسات تبين أهمية حمض الفوليك في زيادة فرص الحمل وتقليل خطر إصابة الأجنة بتشوهات، ولهذا ينصح بالتركيز على الأطعمة الغنية بهذا الحمض وغيره من المغذيات، مثل الفول، البازلاء، العدس، الهليون، البيض، الخضر الورقية، البنجر والحمضيات.
- تناول الأطعمة الغنية بالحديد
الأطعمة الغنية بالحديد تساعد بالفعل على زيادة فرص حدوث الحمل، ويمكن استمداد الحديد من لحم الدجاج، الديك الرومي واللحم البقري وكذلك من السبانخ، اللفت، البطاطا، البروكلي والفول، فضلا عن دور ذلك في حماية المرأة أيضا من خطر الأنيميا (فقر الدم).
- إعطاء الأولوية للأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية
تتسم تلك الأطعمة بفوائدها المضادة للالتهابات وبقدرتها على توفير الحماية اللازمة للبويضات، ومن أبرزها: أسماك السلمون، السردين، المرقط، الماكريل، الأنشوجة والمحار.
- تناول الكربوهيدرات المعقدة (وليست البسيطة)
الكربوهيدرات المعقدة غنية بالألياف ولهذا فهي بطيئة الهضم، عكس الكربوهيدرات البسيطة منخفضة الألياف التي تُهضَم بسرعة، وتعتبر غنية بالسكر.
ولهذا تعد الكربوهيدرات المعقدة الخيار الأفضل والأصح للجميع، لكن قيمتها تزداد أكثر لدى النساء اللواتي يرغبن في تعزيز فرصهن في الحمل، نظرا لتأثيرها المحدود جدا على مستويات الأنسولين، وعدم تأثيرها بالسلب على الحمل حال تناولها بجرعات صحيحة. وأبرز مصادرها الأرز البني، خبز القمح الكامل، المعكرونة، الكينوا، الشعير والشوفان الملفوف.
وقال الباحثون أخيرا إنه وبالرغم من أن النظام الغذائي ليس العامل الوحيد أو الرئيسي الذي يؤثر على خصوبة المرأة، لكن ثبت أن الاهتمام بالتغذية أمر من شأنه أن يدعم الصحة العامة، ومن ثم يساعد على توفير بيئة مثالية لعمليتي الإخصاب ونمو الجنين.