في ظل توافر كثير من أنواع الفيتامينات والمعادن متعددة الأغراض خلال الفترة الحالية، إما لتحسين الذاكرة، رفع المناعة، تعزيز الأداء الدراسي أو زيادة مستوى الطاقة، ربما تسأل بعض الأمهات عما إن كانت مكملات الفيتامينات والمعادن مناسبة لأطفالهن أم لا، وهو ما نحاول الإجابة عنه بمزيد من التفاصيل في سياق السطور التالية.
ما الذي يجب أن تعرفيه عن المكملات؟
رغم وجود تقارير تتحدث عن إنفاق ما يقرب من ملياري دولار كل عام في الولايات المتحدة على مكملات الفيتامينات والمعادن للأطفال، لكن الباحثين والأطباء يؤكدون أن هناك آباء ربما يعطون أطفالهم مكملات لا يحتاجونها، وأن هناك أطفالا لا يتلقون ما يناسب أعمارهم من رعاية، تغذية واهتمام ولا يتحصلون على تلك النوعية من المكملات.
هل يتعين على كل طفل تناول الفيتامينات؟
تؤكد معظم المنظمات الصحية أن النظام الغذائي هو أفضل مصدر للفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الطفل ليقوم جسمه بوظائفه اليومية. وبالإضافة لذلك، يجب عليك أن تعرفي أن تناول جرعات كبيرة من الفيتامينات أو المكملات متعددة الفيتامينات قد يشكل خطورة على الطفل، إذ قد يجعله أكثر عرضة للغثيان، القيء، آلام البطن، مشكلات الكبد وتشوهات الأعصاب.
ولهذا فإن أفضل طريقة تتأكدي بها من أن طفلك يحصل على الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها هي أن تعرضي عليه مجموعة من الأطعمة المغذية وأن تكوني قدوة أمامه بهذا الخصوص لكي يقلدك.
ويجب أن تضيفي لنظامه الغذائي فواكه، خضراوات، حبوبا كاملة، أطعمة غنية بالبروتين كالمكسرات، التوفو، الدجاج، السمك والبيض، وبقوليات مثل الفول والعدس ومنتجات الألبان وبدائل الألبان.
ومع هذا، تكون هناك أوقات قد ينصح فيها أخصائيو الرعاية الصحية بضرورة أن يتناول الطفل فيتامينات ومعادن، وهو ما يجب أن يتم تحت إشرافهم لضمان حصول الطفل على الجرعة المناسبة.
متى يحتاج الطفل لتناول مكملات؟
رغم أنه يوصى في العموم بضرورة حصول الطفل على الجزء الأكبر من الفيتامينات والمعادن من الأطعمة التي يتناولها، لكن يوصى في بعض الأحيان بضرورة أن يُقدِم على تناول المكملات. فمثلا يحصل الرضع على فيتامين كي عند الولادة، ومَن يرضعون رضاعة طبيعية فقط، يأخذون 400 وحدة دولية من فيتامين د بداية من الأيام الأولى لهم بعد الولادة.
أما الأطفال، ذوو الأوزان المنخفضة، ممن يعانون مشكلات بالنمو، ويسيرون على أنظمة تقييدية بسبب الحساسية الغذائية أو مرض الاضطرابات الهضمية أو يعانون أمراضا أو حالات طبية أخرى تعرضهم لخطر النقص، فيكونون بحاجة لتناول مكملات الفيتامينات والمعادن.
والنقطة المهمة في تلك الجزئية هي أن تقاومي رغبتك في منح طفلك تلك المكملات إلى أن تناقشي مخاوفك وهواجسك المرتبطة بهذا الموضوع مع طبيب أطفال أو مع خبير تغذية معتمد.
أهم الفيتامينات والمعادن بالنسبة للطفل
كل الفيتامينات والمعادن مهمة لنمو الأطفال، لكنّ بعضا منها يحظى بقدر أكبر من الأهمية بالنسبة للأطفال والمراهقين، ونستعرض فيما يأتي قائمة تشمل أهم هذه الفيتامينات والمعادن:
- الحديد
أهم معدن بالنسبة للأطفال نظرا لأهميته خلال فترات النمو المتسارع، حيث يساهم في تعزيز إنتاج الدم وبناء العضلات وتزويد الجسم في الوقت نفسه بكمية الطاقة التي يحتاجها.
- الكالسيوم
يحظى بأهمية خاصة بالنسبة لنمو وتكوين العظام والأسنان بصورة صحية.
- فيتامين د
يعوض قلة شرب الحليب ويتحكم في امتصاص الكالسيوم ويساعد على بناء العظام والأسنان.
- فيتامين إيه
يحظى بأهمية بالنسبة للنمو ويعزز صحة البشرة والعينين. كما يؤثر على المناعة وإصلاح الأنسجة والعظام.
- فيتامينات بي
تساعد على إنتاج خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين لجميع أنحاء الجسم وتمنح طفلك الطاقة.
- فيتامين سي
يفيد في معالجة ومكافحة العدوى ويساعد على تقوية الأنسجة، العضلات والبشرة. كما أنه يساعد على امتصاص الحديد ويبقي الأنسجة، العضلات والأوعية الدموية في وضعية جيدة.
وتبقى النقطة الأهم بشأن المكملات بكافة أنواعها، وهي أنه وبرغم سهولة الحصول عليها بأي وقت، لكن يجب الرجوع لطبيب متخصص من أجل استشارته قبل منح الطفل أي نوع.