رغم أهمية وفوائد التبرع بالدم على المتبرع نفسه قبل الشخص المتبرع إليه، لكن تبقى هناك بعض المحاذير التي يجب الانتباه إليها، لضمان الحفاظ على جميع الأطراف.
وبينما يعمل ذلك الاختبار المصغر الذي يخضع له الشخص قبل التبرع على تنبيهه حال معاناته من أيَّ مشاكل صحية، وكذلك مساعدته في الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بخفض مستويات الحديد في الدم لديه، فقد أوضح الصليب الأحمر الأمريكي بالوقت نفسه أن التبرع بالدم طريقة هامة بشكل خاص لمساعدة الآخرين؛ لأنه يستخدم مع الأفراد الذين يحتاجون لعلاج السرطان، الخضوع للجراحة أو نقل الدم بسبب حادث أو إصابة.
ومع هذا، فقد نبّه الأطباء والباحثون إلى وجود محاذير وقيود يجب التنبه إليها عند التبرع بالدم، فمثلا يحظر التبرع بالدم على من هم دون الـ 17 عاما، والمصابين بعدوى حادة، والأشخاص المصابين بفيروس الإيبولا، والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
وبالمثل، شدد الباحثون على ضرورة حظر التبرع بالدم على النساء الحوامل؛ لأن أي شيء يقمن به خلال فترة الحمل من الممكن أن يؤثر أيضا على الأجنة، فيفضل عدم التبرع بالدم طوال أشهر الحمل، حفاظا على أنفسهن وعلى أجنتهن، لما بعد الولادة.
هل يمكن للمرأة الحامل التبرع بالدم؟
نبّه الأطباء إلى أن المرأة الحامل غير مصرح لها بالتبرع بالدم؛ لأن ذلك يشكل خطورة عليها وعلى جنينها، ولا يعد نشاطا آمنا بالنسبة لهن بأي حال من الأحوال.
ونقل موقع "هيلث لاين" عن باحثين قولهم إن ذلك قد يزيد من خطر تعرض بعضهن للإصابة بالأنيميا (فقر الدم)، وهي المشكلة التي تتزايد فرص حدوثها بالفعل بالنسبة للنساء الحوامل.
وهناك بيانات إحصائية تشير بالفعل إلى أن نحو 52 % من النساء الحوامل يعانين من مشكلة الأنيميا، التي لو بقيت دون علاج، فإنها قد تحظى بتأثيرات سلبية على الجنين، كولادته بشكل مبكر عن موعد ولادته الطبيعي، واحتمال انخفاض وزنه عند الولادة.
وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تطالب بضرورة أن تنتظر المرأة اكتمال فترة الحمل، والولادة والرضاعة، لحين إمكانية إقدامها على التبرع بالدم.
ومع هذا، فقد أوضح الباحثون أنه يبقى بمقدور الحامل التبرع بالدم المتبقي في الحبل السري لديها، وكذلك بالمشيمة، بعد الولادة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ذلك التبرع يكون فريدا من نوعه؛ لأن الدم في تلك الحالة يكون مليئا بالخلايا الجذعية، التي يمكن أن تفيد في علاج اللوكيميا، والأورام الليمفاوية ومرض فقر الدم المنجلي، شرط الرجوع للطبيب الخاص بها، للتنسّق معه كافة التفاصيل حال كانت راغبة في ذلك.