لطالما قرأنا قصصا تحكي عن تضحيات الأهل من أجل أبنائهم، ولعل أكثرها تأثيرا هي هذه القصة التي تناولتها الصحف العالمية مؤخرا.
وفي التفاصيل، يخوض أبوان كنديان سباقًا مع الزمن لمنح أبنائهم تجربة لا تنسى، قبل أن يفقد ثلاثة منهم البصر تماما، جراء إصابتهم بمرض نادر وخطير يصيب العيون.
ويحرص الأبوان سباستيان بيتيلي وإيديث ليماي على منح أبنائهم الثلاثة وابنتهم جولة عالمية لخلق "ذكريات بصرية" قدر الإمكان من مناطق سياحية حول العالم، ما دام بمقدورهم الإبصار.
بداية القصة
بدأت مغامرة العائلة رسميًا منذ سنوات، بعد أن لاحظ بيتيلي وليماي خطبًا ما بابنتهما الكبرى، ميا، التي تبلغ من العمر 12 عامًا.
وقال الأبوان إن الطفلة واجهت صعوبة بالتنقل في محيطها، خاصة وقت غروب الشمس، وكانت تصطدم بالأثاث والجدران، وأحيانًا تسقط الألعاب التي تمسكها، كما لو أنها لا تستطيع رؤيتها.
التشخيص الطبي
وبعد المراجعة الطبية، افترض الأطباء نظريتين لمشكلة الطفلة؛ إحداها أنها مصابة بالعمى الليلي، الذي بمقدورها تجاوزه تماما في السنوات القادمة.
أما النظرية الثانية، فتشير لاحتمالية إصابة الطفلة بالتهاب الشبكية الصباغي، وهو اضطراب وراثي نادر يترك المصاب به غير قادر على الإبصار كلما اقترب من منتصف العمر.
لكن للأسف أكد الأطباء إصابة الطفلة بالتهاب الشبكية الصباغي، وذلك بعد إصابة شقيقيها، كولين (7 أعوام) ولوران (5 أعوام)، بالأعراض نفسها.
الأم عاجزة عن تقبل الأمر
وأقرت الأم إيديث بعجزها عن تقبل مرض أطفالها (ليو ولورنت وميا) خاصة أنه لا يوجد علاج للقضاء عليه بشكل نهائي أو كبح تفاقمه، فقالت: "الأعراض تصبح أسوأ مع مرور الوقت".
وأضافت: "في البداية، لم نصدق الأمر.. قلت لنفسي أنه لا بد من أن يكون هناك خطأ ما.. أنكرت الأمر.. أنا غاضبة أيضا، فهذا ظلم.. لماذا أطفالي؟".
وكشفت الأم أنه من المحتمل أن يفقد أبناؤها بصرهم بشكل كامل في أواسط عمرهم، لهذا فهي تحاول إثراء ذاكرتهم برؤية الأشياء على أرض الواقع، مشيرة إلى أنها تريد منهم أن يشاهدوا ما يرونه في الكتب".
رحلات العائلة
وحتى الآن تمكنت العائلة من زيارة كثبان الرمال في ناميبيا، كما رأوا الفيلة في بوتسوانا، وركبوا المناطيد في كبادوكيا بتركيا، كما زاروا مغارات زنجبار في تنزانيا، إلى جانب زيارتهم لجمهورية زاميبيا.
وتطمح العائلة لزيارة مناطق وبلدان أخرى مثل إندونيسيا، ودول في جنوب شرق آسيا، للإطلاع على ثقافات الشعوي المختلفة، لكن وفق ما تسمح به القيود التي ما زالت مفروضة بسبب انتشار جائحة كورونا.