في الوقت الذي تتزايد فيه البحوث التي تهدف لفحص الطريقة التي يؤثر بها التلوث على صحتنا، بدأت تتحدث بعض الأبحاث عن احتمال وجود علاقة بين تلوث الهواء والتوحد لدى الأطفال.
ولهذا بدأ الباحثون يشددون على ضرورة إيجاد طرق تساعدك على حماية نفسك وأفراد أسرتك من مخاطر تلوث الهواء، إذ صار من المهم للغاية الوقاية من السموم الموجودة في الهواء.
وفي حين أن الأسباب المحددة التي تقف وراء الإصابة بداء التوحد غير معروفة بشكل واضح، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هناك بعض العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالتوحد، من ضمنها الجينات الموروثة، الطفرات الجينية، اختلالات التمثيل الغذائي، انخفاض الوزن عند الولادة، تعرض الأم والجنين للسموم البيئية، بما في ذلك تلوث الهواء.
هكذا قد يساهم تلوث الهواء في الإصابة بالتوحد
النتائج العلمية بهذا الخصوص جديدة نسبيا، وما تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث لتأكيد وحسم تلك النتائج، لكن وجدت دراستان على الأقل أن هناك علاقة بين تلوث الهواء وخطر إصابة الأطفال بداء التوحد. فتوصلت دراسة أجريت عام 2018 على أكثر من 15 ألف طفل في الدنمارك أن الأطفال الذين تعرضوا لكمية كبيرة من تلوث الهواء خلال الأشهر التالية للولادة مباشرة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بداء التوحد.
وبالمثل، توصلت دراسة أخرى أجريت عام 2019 على 132 ألف طفل في فانكوفر بكندا إلى نتائج تبين أن تعرض الأمهات والأجنة خلال فترة الحمل لأكسيد النيتريك المنتشر في الهواء من عوادم السيارات كان سببا في زيادة خطر إصابة الأطفال بداء التوحد.
كما اكتشف الباحثون أنه حتى في حالة التعرض لمستويات منخفضة من تلوث الهواء، يمكن أن يتزايد خطر إصابة الطفل بداء التوحد، ولهذا، لو كنت تخشين على طفلك وعلى صحته ونموه، فالأحرى بك أن تعودي دوما للطبيب المختص كي يتابع حالته عن قرب.
الحماية من التوحد
لا شك أن الوعي من الأسلحة بالغة الأهمية حين يتعلق الأمر بحماية نفسك وأفراد أسرتك من ملوثات الهواء الضارة، وبالتالي من النصائح التي يجدر بك معرفتها وتطبيقها هي تجنب التدخين، سواء من السجائر أو باقي المصادر، وكذلك الحرص على الابتعاد عن المناطق التي تنخفض بها جودة الهواء. ولا مانع من ارتداء الأقنعة لحماية الجهاز التنفسي من استنشاق المواد السامة، مع إمكانية الاستعانة بأجهزة تنقية الهواء في الأماكن الداخلية، بحيث تتم تصفية الملوثات والسموم من الهواء المحيط.