بات من الصعب أن نتخيل العالم دون وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تزايد عدد الجوانب الإيجابية لهذه الوسائل. لكن المشكلة المتفاقمة تتمثل في كيف نحقق التوازن بين الاستفادة من هذه الوسائل والوقت والمخاطر الصحية التي تنجم عن الإدمان عليها.
في استطلاع للرأي أجراه موقع (هيلث لاين)، قال 25 في المئة إنهم يشعرون أن للسوشيال ميديا تأثيرا سلبيا على صحتهم العقلية، وقال 53 في المئة إنهم يشعرون أن تقليل الاستخدام يمكن أن يساعد.
فيما قال 29 في المئة من المستطلعين إنهم يحتاجون إلى استراحة لبضعة أيام على الأقل للاستفادة من الوقت أثناء عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية
وفي المقابل للمتعة والإيجابيات، فإن الأبحاث تتفق على وجود الكثير من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على صحتك ورفاهيتك. فالأطفال يمكن أن يكونوا عرضة لدرجات عالية لاعتلال الصحة العقلية إذا استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 3 ساعات أو أكثر في اليوم.
كما وجدت دراسات أخرى وجود صلة مباشرة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب.
ورغم أن استخدام هذه الوسائل للتواصل الشخصي والحفاظ على العلاقات كان مرتبطا بتحسن الصحة العقلية، فإنه لا يزال هناك ارتباط بين زيادة الوقت اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي وضعف الصحة العقلية بشكل عام. وإذا كنت لا ترغبين في القلق والاكتئاب والوحدة وحتى قلة النوم، فقد يكون إجراء بعض التعديلات على استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي فكرة جيدة.
أشياء يمكن القيام بها بدلا من وسائل التواصل الاجتماعي
صحتك العقلية أكثر أهمية من إغراء إنستغرام وفيسبوك. إذن، ما الذي يمكنك فعله بدلا من متابعة هذه المواقع؟
عندما تبتعدين عن الشاشة، هناك مجموعة لا حصر لها من الخيارات. فبمجرد تحديد سبب شعورك بالحاجة إلى الدخول إلى حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك إعادة توجيه هذا الشعور بطرق أخرى.
إذا كنت تستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي للاسترخاء
إذا كنت تستخدمين وسائل التواصل عندما يكون لديك بعض الوقت للراحة، يمكنك استبدالها بأحد الخيارات التالية:
· قومي بجولة في الحي الذي تسكنين فيه.
· استمعي لبعض الموسيقى.
· اقرأي.
· مارسي إحدى الحرف اليدوية.
· قومي بإعداد بعض الحلوى.
· جربي اليوغا أو التأمل.
· تناولي مشروبا ساخنا ومهدئا.
· انظري إلى الصور القديمة واسترجعي الذكريات.
إذا كنت تستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الآخرين
إذا كنت تتوقين إلى التواصل البشري، فجرّبي هذه الأنشطة:
· اتصلي بصديقة أو بأحد أفراد العائلة.
· قومي بدعوة الأصدقاء لبيتك.
· أعدي حلوى وخذي بعضا منها لجيرانك، ودردشي معهم عند توصيلها.
· قومي بالتنزه أو التسوق مع الأصدقاء.
· تطوعي للعمل في جمعية خيرية.
· خذي فصلا دراسيا في مادة تحبينها.
· خذي درس يوغا جماعيا.
إذا كنت تستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي للترفيه.
بدلا من مقاطع الفيديو القصيرة، اختاري بعض وسائل الترفيه في الحياة الحقيقية
· اذهبي لمشاهدة عرض موسيقي.
· تعلمي العزف على آلة موسيقية.
· خذي دروسا في الرقص أو فنون الدفاع عن النفس.
· جربي أعمال البستنة.
· اجمعي الأصدقاء أو العائلة والعبوا ألعابا مشتركة مثل الورق.
هناك الكثير من القوة في معرفة دوافعك للدخول إلى حساباتك الاجتماعية. بمجرد معرفتك، يمكنك الاختيار لتلبية هذه الحاجة بطرق أخرى.
كيف تضعين حدودا صحية لوسائل التواصل الاجتماعي
يُعد أخذ فترات راحة من وسائل التواصل الاجتماعي أمرا رائعا، لكن كوني واقعية بشأن استخدامك لها. إذا كانت جزءا من حياتك، فهناك طرق لتقليل الآثار السلبية وتعزيز الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي، حتى أثناء استخدامها. على سبيل المثال، يمكنك القيام بما يلي:
· إلغاء متابعة الحسابات التي لها تأثير سلبي على مزاجك.
· إزالة الصور من ملفك الشخصي.
· حذف أي رسائل لا تريدينها.
· حذف المشاركات التي تشجعك على مقارنة نفسك بالآخرين.
علاوة على ذلك، يمكنك أن تكوني قدوة للنشر الواعي والأصيل، بحيث يمكن للآخرين أن يستلهموا منك وربما يحذون حذوك.
الخلاصة؛ وسائل التواصل الاجتماعي جزء من حياتنا، ويمكننا استخدامها بطريقة إيجابية، سواء بالنسبة لنا أو للآخرين. مع القليل من الاستخدام الواعي، والاستراحات العرضية، والتوازن مع الأنشطة الأخرى، يمكن أن تكون هذه الوسائل أداة صحية للتعبير عن الذات والتواصل.