أنهت طبيبة أردنية حياتها، بعد أن رمت نفسها من الطابق التاسع في مستشفى الجامعة الأردنية بالعاصمة عمان، فجر الخميس.
وأفادت مصادر أمنية أن الطبيبة وهي من الأطباء المقيمين في المستشفى (سنة أولى)، وقفت على طاولة في السكن المخصص للأطباء المناوبين، وقفزت من شباك الطابق التاسع وسقطت على الأرض؛ ما أدى لتعرضها إلى كسور متعددة ونزف شديد تسبب بالوفاة.
وتم نقل جثة الطبيبة "ميرونا محمد عصفور "، للطب الشرعي في المستشفى بأمر من المدعي العام، حيث جرى تشريحها بحضور والدها.
من جانبها، قالت اختصاصية طب الأسرة، وعضو مجلس نقابة الأطباء “المستقيل”، الدكتورة فرح شواورة، “ألقت زميلتنا بنفسها من سطح مستشفى عملت فيه آلاف الساعات تاركة وراءها المئات من الزملاء يعانون من الضغوط والحقوق المنقوصة.. المئات يعملون ضعف ساعات العمل المطلوبة وبأجر زهيد أو بلا أجر”.
وأضافت، “إذا لم يفتح ملف الأطباء المقيمين وأجورهم وساعات عملهم وحقوقهم على مصراعيه اليوم.. متى يفتح؟!.. رحم الله زميلتنا ورحم زملائنا ممن لاقوا حتفهم على الطرقات بعد مناوبات مضنية تمتد 36 ساعة".
بدوره، كشف رئيس مستشفى الجامعة الأردنية الدكتور جمال مسعد، عن تفاصيل العثور على جثة الطبيبة المتوفاة، نافيا أن يكون الحادث له علاقة بظروف العمل.
وأضاف مسعد أن الطبيبة المتوفاة كان باديا عليها حبها لعملها، ورضاها لبدء حياتها العملية بعد تخرجها من الجامعة، موضحًا أنه ليس لديه أي معلومات عن ظروف أخرى.
وأوضح في تصريحات لوسائل إعلام محلية أنه عند الساعة الثامنة والنصف تقريبًا من مساء الأربعاء، فقد الاتصال بالطبيبة المتوفاة، حيث استدعيت إلى غرفة العمليات للقيام بعملها، إلا أنه لم يتمكن أحد من الاتصال بها.
وبين أنه خلال نصف ساعة من فقدان الاتصال بالطبيبة التي تعمل مقيمة تخدير في المستشفى منذ نحو شهر ونصف الشهر، بدأ الجميع بالبحث عنها، وتم إبلاغ أمن المستشفى والأجهزة الأمنية بفقدانها.
ولفت إلى أنه تمت محاولة تتبعها عبر كاميرات المراقبة في المستشفى، وبدأ البحث الشخصي عنها من قبل الكوادر وزملائها في العمل، وفحص الأماكن التي من المتوقع أن تكون موجودة بها، إلى أن لاحظ أحد الأشخاص وجود جسم ملقى فوق سطح مبنى الأشعة في الطابق الأرضي، وتبين أنه جثة الطبيبة.
وتابع مدير المستشفى: ”استمر البحث في الطوابق، فعثر على طاولة في الطابق التاسع بغير موقعها، وعلى سطح الطاولة آثار حذاء“، موضحًا أن ذلك كان عند الساعة الثانية فجر اليوم الخميس.
وأكد مسعد أن كاميرات المراقبة لا ترصد موقع الطاولة، وبالتالي لم تظهر تفاصيل ما جرى.
وحظي خبر انتحار الطبيبة بتفاعل كبير من قبل الأردنيين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ تعد ثالث حالة وفاة في الأردن في أقل من 24 ساعة.
ونعى الطبيبة ميرونا عدد من أصدقائها ومحبيها، حيث غردت إحدى صديقاتها: "الله يرحمك يا ميرونا ويجعل مثواك الجنة ويصبر والدك واحبابك كانت الدكتورة ميرونا عصفور من ألطف الشخصيات ومتحمسة لبداية مرحلة الاختصاص، الله يسامح الي كان السبب والله يرحمك ويعوضك عن كل شي مريتي فيه".
وفي تعليقات أخرى: "الله يرحمها متل الملاك"، "الله يصبر أهلها فاجعة حقيقية"، و"الله يرحمها ويا رب ما يكون انتحار".