تختلف أذواق وطريقة تعامل الناس مع الأطعمة الحارة، فهناك من يروق له مذاق تلك الأطعمة، وهناك آخرين ينبذونها ولا يحبون الاقتراب منها تحت أي ظرف من الظروف.
والحقيقة أن تلك الأطعمة الحارة تحتوي على مركب يعرف باسم "كابسيسين"، الذي يلتصق بمستقبلات الألم، التي تكون موجودة على الأرجح على اللسان وفي الجهاز الهضمي.
ومع هذا، يجب معرفة أن البعض قد يجد متعة في شعور الحرقان الذي يصاحب تناولنا لنوعية الأطعمة الحارة، في حين لا يروق ذلك للبعض الآخر، وربما يهربون منه تماما.
وبالرغم من ذلك، فقد توصل باحثون من خلال بعض الدراسات إلى نتائج ربما تدفع من يخافون من الأطعمة الحارة إلى إعادة التفكير بالموضوع؛ نظرا لما قد يعود عليهم من نفع، من خلال الفوائد الصحية المضافة التي قد يستفيدون منها حال تناولهم تلك الأطعمة.
وبينما يتم استخدام بعض أنواع التوابل في محاربة الالتهابات التي تداهم الجسم منذ سنوات طويلة، خصوصا في الأوساط الطبية الهندية القديمة، حيث الاعتماد بشكل كبير على الزنجبيل والثوم، إلا أن الجديد الذي فجّره الباحثون في دراساتهم الآن هو مدى جدوى الاعتماد على الأطعمة الحارة في معالجة الالتهابات وحقيقة تأثيراتها بهذا الصدد.
وفي حين أنه جرى الاعتماد على مركب كابسيسين في معالجة مجموعة متنوعة من الآلام وكذلك التهاب المفاصل، إلا أن الباحثين نوهوا، وفقا لما توصلوا إليه في دراستهم حديثا، إلى أن الأطعمة الحارة ليست ضمانا بأي حال من الأحوال لتقليل الالتهابات.
وأوضحوا أن النتائج أظهرت لهم أنها قد تكون سببا حتى في زيادة تفاقم الالتهابات وتدهور حالة الأشخاص، وهو ما يجب الانتباه إليه؛ منعا للانسياق وراء ما يُنشر عبر الإنترنت دون سند علمي أو بحثي حاسم، أو دون حتى الرجوع لطبيب مختص يرشدك للصواب.
ونقل موقع Eat This, Not That عن دكتور ريبيكا تانغ، من جمعية التخفيف عن أمراض الأمعاء الالتهابية، قولها: "بالرغم من عدم إجراء بحوث كثيرة حول تأثير الأطعمة الحارة على الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء، لكن تبين أن تلك الأطعمة قد تُسبِّب آلاما للبعض أو ربما تتسبب في تفاقم الأعراض التي يعانون منها بالأساس".
وتابعت: "والحقيقة هي أن الأطعمة الحارة قد تسبب التهابات في القناة الهضمية، وهو ما قد يؤدي لحدوث آلام في المعدة، وربما يؤدي كذلك إلى ظهور مشكلة حب الشباب المزعجة".
