من أكثر الأسئلة التي تشغل بال الأمهات الجدد، ولا يجدن إجابة شافية عنها، هو ما السن التي يمكن أن يبدأ فيها الطفل شرب الماء؟ أو بالأحرى هل الماء هو ما يحتاجه الطفل لترطيب جسمه وتعويض احتياجاته على صعيد السوائل؟ هذا ما نوضحه فيما يأتي.
حسم الباحثون المسألة من بدايتها بقولهم إن الأطفال لا يحتاجون في الواقع إلى الماء للمحافظة على رطوبة أجسامهم، بل إن هناك سوائل أخرى أكثر إفادة بهذا الصدد للرضع.
وتابع الباحثون بقولهم إنه وبينما يحصل الطفل الرضيع على الترطيب الذي يحتاج إليه من خلال لبن الأم أو اللبن الصناعي، فإنه لا يكون بقدر حاجة الفرد البالغ إلى الماء.
ومضى الباحثون بتحذيرهم من أن شرب الماء قد يشكل بعض الخطورة على المواليد الجدد؛ لأن الأمهات قد يعطينهم بالخطأ كميات كبيرة من المياه على مدار اليوم، وهو ما قد يؤدي لاحتمالية إصابتهم ببعض المشكلات الصحية الخطيرة، التي من ضمنها سوء التغذية وتسمم الماء، تلك الحالة القاتلة التي يجب الحذر منها بشكل كبير.
ونبه الباحثون إلى أن تسمم الماء، الذي تتضمن أعراضه الارتباك، والنعاس، وتشنجات العضلات، وصعوبة التنفس، والغثيان والقيء، قد يؤدي إلى نوبات صرع، وتلف بالدماغ، وغيبوبة ووفاة.
متى يمكن أن يبدأ الطفل في شرب الماء؟
نظرا لما ينطوي عليه تسمم الماء من مخاطر صحية عديدة، فمن الضروري الانتظار حتى يبلغ الطفل 6 أشهر على الأقل، ومن بعدها يمكن إعطاؤه الماء بلا مشاكل.
ومع بدء نمو الطفل، يبدأ جسمه هو الآخر في النضج، وكذلك أعضاؤه الحيوية، بما في ذلك الكليتان.
وعلقت على ذلك دكتور ناتاشا بيرغيرت، وهي طبيبة أطفال مقيمة في كانساس بالولايات المتحدة، بقولها: "حتى سن الـ 6 أشهر، لا تكون كلى الطفل قد نضجت بالقدر الكافي الذي يسمح لها بترشيح الماء العادي بشكل صحيح؛ ما يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بتسمم الماء، ولهذا، ينصح بالانتظار لحين بلوغ الطفل شهره السادس".
ومع هذا، يجب على الأمهات الاكتفاء بمنح أطفالهن في تلك المرحلة كمية صغيرة جدا من المياه من وقت لآخر، لأنهم في مرحلة ما قبل سن الـ 6 أشهر، يكون اعتمادهم الأساسي على صعيد الترطيب والمغذيات منصبا بشكل كامل على لبن الأم أو اللبن الصناعي.
وقال الباحثون إنه يجب عدم استخدام الماء كبديل عن تلك المشروبات المغذية في العام الأول من حياة الطفل؛ لأن الفكرة الأساسية هي تعويده على شرب بضع رشفات من الماء.