عززي قدرتك على حل المشكلات باتّباع هذه العادة وقت فراغك

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
10 أغسطس 2022,3:24 ص

تلجأ كثير من النساء إلى هواتفهن المحمولة حينما يكون لديهن وقت فراغ ليقتلن الوقت ويتجاوزن شعورهن بالملل، ظنا منهن أنها الطريقة المثلى لكسر هذا الشعور، غير أن أطباء وباحثين توصلوا عبر دراسات حديثة إلى نتائج بحثية مغايرة لذلك تماما.

ووجد الأطباء أن الأشخاص الذين يطلقون العنان لأفكارهم ويستمتعون بتمضية أوقات فراغهم مع أنفسهم، بعيدا عن أي مشتتات، هم أكثر استمتاعا في حقيقة الأمر مما يظنون.

وعلق على ذلك الطبيب كو موراياما، الذي أجرى الدراسة الجديدة التي نشرت نتائجها أخيرا بمجلة "علم النفس التجريبي"، بقوله "نميل للاعتقاد أن "مجرد التفكير" و "مجرد الانتظار" هو شيء ممل. لكن اتضح لنا العكس، حيث وجدنا أن الناس يستمتعون بالفعل حين يكونون مع أنفسهم ومع أفكارهم بصورة تفوق توقعاتهم بكثير".

وتابع موراياما بقوله "من السهل علينا قتل الوقت في أوقات الفراغ في ظل هذا العالم الرقمي المتطور الذي نعيشه الآن، لكن قد يكون من الجيد أن نغمر أنفسنا في التفكير في هكذا مواقف. ووقت الفراغ الخالي من المشتتات قد يكون أكثر إمتاعا مما يتصور الناس".

وأضاف موراياما "وهناك فوائد أخرى لعادة شرود الذهن بخلاف هذا الشعور بالاستمتاع الذي نوهنا إليه، حيث يمكن لتلك العادة، حال المواظبة عليها، في أوقات الفراغ، أن تساعد الأشخاص على زيادة قدرتهم على الإبداع وتعزيز قدرتهم على حل المشكلات".

الناس يستمتعون بالتفكير أكثر مما يتصورون



توصل موراياما وفريقه المعاون لتلك النتائج بعد إجرائهم 6 تجارب على 259 فردا، كلهم طلبة جامعيون من اليابان والمملكة المتحدة، وتفاوتت الأعداد المشاركة في كل تجربة من تلك التجارب، واتضح لهم في نهاية كل تجربة أن النتيجة واحدة، وهي أن الطلبة استمتعوا بفكرة تصفية أذهانهم وعدم شغل أنفسهم بشيء أكثر مما كانوا يتوقعون.

ودعا موراياما إلى إمكانية تكرار تلك التجارب مع شرائح وفئات أخرى من الأشخاص، لأن دراستهم تركزت فقط على طلاب جامعيين، ولهذا طالب بإجراء التجارب نفسها على أناس آخرين، ومن ثم قياس النتائج ومطابقتها، بحيث يتم التأكد من نتائجه في نهاية المطاف.

أخذ وقت للاسترخاء وتصفية الذهن



في ضوء النتائج التي أظهرت حالة الاستمتاع التي تتولد لدى الأشخاص حال تمضيتهم أوقات فراغهم في الشرود والاسترخاء، فقد دعا الباحثون إلى ضرورة تشجيع الناس على استقطاع جزء من وقتهم على مدار اليوم كي يصفوا أذهانهم ويسترخوا.

وعلقت على ذلك حنا جارزا، الطبيبة بمركز العلوم الصحية بجامعة تكساس للتكنولوجيا El Paso، بقولها "نواجه جميعا في حياتنا اليومية كثيرا من التحديات، الضغوط والمسؤوليات. والفكرة هنا أن البشر يحتاجون لأخذ فاصل أو فترة من الوقت كي يقوموا خلالها بإعادة شحن بطارياتهم ليعودوا لمستوى إنتاجيتهم نفسه مرة أخرى.


ولعل الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نفعل بها ذلك هي الابتعاد عن هواتفنا المحمولة، وكذلك التخطيط بشكل مسبق، ليكون بوسعنا الاستمتاع بوقت الفراغ، دون الانشغال بالقادم".

google-banner
foochia-logo