تعرفتِ على شاب منذ فترة، وطلب لقاءك للتعارف بشكل أفضل، يعتبر أمر طبيعي في حياتنا اليومية الراهنة. ومن الطبيعي أيضا أن تحتاري وتجدي صعوبة في معرفة مشاعرك الحقيقة تجاهه في الأسابيع القليلة الأولى من لقائكما.
وقررت مجلة "ستايلست" البريطانية أخذ وجهات نظر أصحاب الاختصاص، الذين أشاروا إلى أن معرفة مشاعرك الحقيقة يتطلب انتباهك للغة جسدك؛ للحصول على تقييم أكثر واقعية لأفكارك وإحساسك الغريزي.
الانطباع الأول بـ"عُشر ثانية"
يرى أصحاب الاختصاص أنه ليس من السهل معرفة طبيعة مشاعرنا تجاه شخص قابلناه منذ فترة قصيرة، فتكوين الانطباع الأول لا يستغرق منا في المتوسط عُشر ثانية، لكن هذا الانطباع الأولي غالبا ما يكون خاطئا. علاوة على ذلك، قد يحجب توترك في الموعد الأول ما تشعرين به غريزيا؛ إلى جانب شعورك بالضغط المسيطر عليك للتفوه بالعبارات المناسبة، أو كيفية التصرف حين يسود الصمت وتعجزين تماما عن الكلام.
إذا وجدتِ نفسك في نمط من اللقاءات المخيبة للآمال، لا تخافي، قد يكون الأمر مجرد عدم اهتمامك بشكل كافٍ لرد فعلك الغريزي تجاه موعد جديد، واهتمامك بما يفكر به الآخر عنك.
العقبات الشائعة
وكشفت دراسة سيكولوجية حديثة ما يوصف بالعقبات الشائعة التي قد تقف في طريقنا حين مقابلة شخص اقتحم حياتنا مؤخرا، حيث يأتي على رأس القائمة ما تشعرين به في أعماقك، سواء عندما تكونين بعيدة أو قريبة من الشخص؛ فمن المهم ألا تتجاهلي أي علامات تدل على عدم الراحة التي تشعرين بها عندما تكونين بالقرب من شخص جديد.
فعندما تواعدين أحدهم، فملاحظتك ما تشعرين به حياله، سواء جسديا أو عاطفيا، قد يزودك بمعلومات هامة حول إحساسك بالأمان العاطفي مع هذا الشخص. فبعد المواعيد القليلة الأولى مع شخص جديد، قد يكون من المفيد التفكير مليا أو كتابة انطباعاتك عن اللقاء لاستكشاف ما تشعرين به عند قضاء الوقت معه.
وعليكِ إدراك أن شعورك بالشرارة والكيمياء فيما بينكما أمر طبيعي؛ فعقولنا اللاواعية مهيأة للانجذاب إلى ما هو مألوف لنا؛ لذلك عندما نلتقي بشخص يذكرنا بشخص من ماضينا، قد نشعر بانجذاب مغناطيسي له؛ شعور بأننا "عرفناه منذ زمن طويل".
شكل العلاقة الصحية
من جهة أخرى، عليك الانتباه في حال لم يكن لديك نموذج يحتذى به عن علاقة رومانسية صحية، أو كانت علاقتك بوالدك متوترة، فمن المحتمل أن مشاعر القلق حول الشريك قد تفسر على أنها تناغم قوي.
لذل؛ كما تقول الدراسة، من المفيد الانتباه إلى كيفية استجابة جسدك حيال التعرف إلى شخص جديد؛ ففي كثير من الأحيان، يكون جسمك على دراية بالشعور قبل أن يتمكن عقلك من تسجيله بوعي؛ ولهذا السبب يمكن أن تكون لغة الجسد اختبارا أكثر موثوقية لاستجاباتك وردود أفعالك الداخلية بدلا من مجرد التفكير وسؤال نفسك عن ماهية مشاعيرك.
من الممارسات المفيدة الأخرى التي عليك الانتباه لها في المرحلة المبكرة من رؤية شخص ما أن تفكري في ما تشعرين به عندما تكونين بعيدة عن هذا الشخص، وليس فقط ما تشعرين به عندما تكونين بصحبته؛ فهل تشعرين بالأمان حينما يتواصل معك أم تشعرين بعدم اليقين بشأن مكانتك عنده والقلق ما إذا كان سيعاود الاتصال بك؟
قد يبدو ضبط ما تشعرين به بهذه الطريقة صعبا بعض الشيء في البداية، لكنه سيساعد في تمهيد الطريق لمقابلات جادة، وهذا بدوره سيضمن لك الصدق مع مشاعرك بغض النظر عمن تقابلينه.